الميسّر في علوم القرآن


  الفصل الثاني: علوم القرآن

 

العلم لغة: المعرفة، الادراك، اليقين، الحقيقة. وإذا أطلق فيراد به الإدراك بقسميه التصوري والتصديقي.

وعند الفلاسفة يعرف: أنه حضور صور شيء عند العقل.

والعلم اصطلاحاً هو: الموضوع ذاته فمثلاً يقال علم الهندسة، وعلم طبقات الأرض وعلم النجوم، وعلم الطب وعلم المنطق، وعلم النحو وعلم الأصول... الخ يراد بذلك موضوعات هذه العلوم ومسائلها ولمّا كان القرآن كلام الله سبحانه وقد أودع  فيه علم كل شيء وأبان فيه كل أمر ورشد وزجر عن كل غيّ وبغي، لذا أصبح موضوعاً لجملة المسائل وتلك المسائل لا يستغني عنها الفقيه والمتكلم والمحدّث والخطيب والمربّي والنحوي واللغوي والبلاغي، فكل واحد من هؤلاء العلماء المتخصّصين يركن إلى كتاب الله العزيز لينهل منه ويهتدي بهديه، فالذي ياخذ آيات القرآن ومفاهيمه ليجعلها نصب عينيه ويركز عليها، بحثاً ودراسةً وتدبّراً، بل ويتناول مسائله فيبحث - مثلاً - عن أحوال القرآن المتعددة الجوانب، كالذي يتعلّق بالوحي، ونزوله وأسبابه وأوّل ما نزل منه، ثم قراءة القرآن، وكتابته، وحفظه، وجمعه وتربيته، ثم تفسيره وبيان تاويله وإظهار حكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، ومطلقه ومقيَّدده، ومكيّه ومدنيّه واعجازه ومجازه... الخ. هذه وأمثالها هي علوم بحدّ ذاتها تمتلك موضوعات يجمعها القرآن الكريم، فمثلاً عندما نتناول الجانب البلاغي للقرآن الكريم يعني نبحث عن التشبيه والاستعارة والكناية والجناس والطباق واللف والنشر وغير ذلك من مفردات علم البيان والمعاني والبديع، لكن نبحث عن هذه المفردات انطلاقاً من الآيات، فموضوع هذه الفنون هو النص القرآني، وعلم البلاغة الذي موضوعه بلاغة النص وبيانه يختلف عن علم الناسخ والمنسوخ، وهذا يختلف عن العلم بأسباب النزول، وهذه كلّها تختلف عن العلم بالقراءات أو علم القراءات على أن مصدر الدراسة لجميع هذه العلوم هو القرآن المجيد.

 

إذن تعدد البحوث والمسائل التي تناولها علماؤنا حسب تخصُّصهم والأمور المتعددة التي أشار إليها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم هي التي أوعزت أن يطلق عنوان (علوم القرآن) علئ تلك البحوث والدراسات.

فعلوم القرآن هي البحوث والدراسات الممهدة لفهم الآيات وإدراك معاني مفرداتها وتشخيص معالمها وسماتها الخارجية، والبحوث الممهدة لذلك تشمل:

معرفة الآيات مكيّها ومدنيّها، وأسباب ا لنزول، وكيفية النزول، ثم بيان القراءات وعددها، ومعرفة إعراب القرآن، واعجازه، ومعرفة خاصه وعامه، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومجمله ومبيّنه، ومعرفة عدد سوره وآياته، وبيان حقيقته ومجازه، وما يرتبط بذلك من الأوجه البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية وإيجاز، ثم معرفة تفسيره وتاويله، وغرائب مفرداته وغير ذلك من الأبحاث: فمصطلح (علوم القرآن) بهذا المفهوم الواسع لم يكن معروفاً عند الصحابة والتابعين في القرن الأول الهجري والثاني منه.

 

نعم، هناك دراسات مستقلة لعناوين متفرقة أفردها كبار التابعين وهذه بمفردها لا يمكن اعتبارها دراسة متكاملة لعلوم القرآن، نعم بمجموع تلك البحوث والموضوعات القرآنية يمكن أن تشكّل النواة الأولى للمفهوم الاصطلاحي المتعارف عندنا اليوم. فمن تلك البحوث المستقلة نذكر على سبيل المثال بعض العناوين: (نزول القرآن) صنّفه الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي الخراساني المتوفّى سنة 105 هـ.

و(كتاب العدد) صنّفه أبو سعيد الحسن ا لبصري المتوفّى سنة 110 هـ.

و(كتاب ثواب القرآن) لإسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني.

و(كتاب الغريب في القرآن) لأبان بن تغلب بن رباح.

وكتاب (التأويل) وكتاب (فضل القرآن) لأحمد بن محمد بن خالد البرقي، ت 270 هـ.

وكتاب (الناسخ والمنسوخ) لأحمد بن عيسى الأشعري.

و(نزول القرآن): لأبي سعيد الحسن البصري ت 110 هـ.

و(كتاب العدد) لعاصم بن أبي الصباح العجاج البصري المتوفى سنة 128 هـ.

و(كتاب العدد): ليحيى بن الحارث الذماري. أبو عمر المتوفى سنة 145 هـ.

و(وجوه حروف القرآن) لمقاتل بن سليمان بن بشير البلخي الأزدي المتوفف سنة 150 هـ.

و(الهاءات) و(الوقف والابتداء) لحمزة بن حبيب الكسائي الكوفي، المتوفى سنة 156 هـ  وهو أقدم ما وصلنا في التجويد وفنونه وله كتاب أسبع القرآن.

وكتاب (الوقف) لشيبة بن نصّاح المدني المتوفى سنة 130 هـ، أحد شيوخ أبي العلاء.

وكتاب (الوقف والابتداء) لأبي عمر بن العلاء زبّان بن العلاء بن عمار ابن العريان المتوفى سنة 154 هـ وهو أحد الشعراء السبعة.

وكتاب (وقف التمام) لنافع بن أبي نعيم المتوفى سنة 169 هـ.

وكتاب (وقف التمام) ليعقوب بن الحضرمي ت 205 هـ.

وكتاب (الوقف والابتداء) ليحيى بن زياد الفرّاء المتوفى 207 هـ.

وكتاب (وقف التمام) للأخفش سعيد بن مسعدة أبي الحسن المتوفى سنة 215 هـ وله معاني القرآن.

وكتاب (أحكام القرآن) لمحمد بن إدريس بن العباس بن عثمان الشافعي المتوفى سنة 204 هـ وإليه ينسب المذهب.

وكتاب (أحكام القرآن) لعلي بن حجر بن أياس السعدي المروزي المتوفى سنة 344 هـ.

وكتاب (مجاز القرآن) لمحمد بن المستنير، قطرب المتوفى سنة 206هـ.

وكتاب (إعراب القرآن) له أيضاً.

وكتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة َمغمَر بن المثنى البصري المتوفى سنة 210 هـ.

وكتاب (معاني القرآن) له أيضا.

هذه بعض مصاديق علوم القرآن التي ألّتفت على شكل مصنّفات متفرّقة.

ويطالعنا كتاب (التنبيه على فضل علوم القرآن) لأبي القاسم محمد بن حبيب النيسابوري المتوفى سنة 345 هـ. إلآ أن , هذا الكتاب مفقود لم يصل إلينا وقد أشار إليه السيوطي في الاتقان ولا ندري ماذا تناول المصنّف في هذا الكتاب وأي بحث فيه، وهل يحكي عنوان الكتاب المعنى الاصطلاحي الشائع اليوم بين مصنفي علوم القرآن أم لا؟ ذاك ما يكشفه فصول الكتاب إذا ما عثر عليه.

وممّن صنّف تحت هذا العنوان علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي المتوفى سنة 320 هـ وكتابه (البرهان في علوم القرآن) يقع في ثلاثين جزءاً، يوجد منه خمسة عشر جزءاً نقلاً عن عبد العظيم الزرقاني في كتابه (مناهل العرفان).

وألّف أبو بكر محمد بن يحيى الصولي المتوفى سنة 335 هـ كتاباً اسمه (الشامل في علوم القرآن) إلا أنه مفقود كذلك.

ثم يطالعنا من بين المصنّفين من علماء القرن الرابع الهجري الشيخ الجليل - الثقة محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، أحد تلامذة الشيخ الكليني.

 


  علوم القرآن وأوّل من أشار إليه

 

 إن أوّل من أشار إليه من المصنّفين في القرن الرابع الهجري العالم الثقة محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني أحد تلامذة الشيخ الكليني.

له مصنّفات كثيرة وهو أحد وجوه علماء الطائفة الأجلاّء.

قال. واعلموا رحمكم الله أنّه من لم يعرف من كتاب الله عزّ وجلّ الناسخ من المنسوخ، والخاص من العام، والمحكم من المتشابه، والرخص من العزائم، والمكيّ من المدنيّ، وأسباب التنزيل، والمبهم من القرآن في ألفاظه المتقطعة والفؤلّفة، وما فيه من علم القضاء والقدر، والتقديم والتاخير، والمبيّن والعميق، والظاهر والباطن، والابتداء الانتهاء، والسؤا ل والجواب، والقطع والوصل، والمستثنى منه والجاري فيه، والصفة لما قبل ممّا يدل على ما بعد، والمؤكّد منه والمفصّل، وعزاثمه ورخصه، ومواضع فرائضه وأحكامه، ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون والموصول من الألفاظ والمعمول على ما قبله وعلى ما بعده، فليس بعالم بالقران ولا هو من أهله، ومتى ما ادّعى معرفة هذه الأقسام مدعٍ بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفترٍ على الله الكذب ورسوله…[1]. نستفيد من ظاهر هذه العبارات جملة أمور:

 

1-  ذكر النعمان هنا بعض مفردات علوم القران منها.

الناسخ والمنسوخ

والمحكم والمتشابه

والمكيّ والمدنيّ

وأسباب النزول والمبهم من الألفاظ (الحروف المقطعة)

والعزائم والرخص

وآيات الأحكام

والخاص والعام

والتقديم والتأخير بل قل إعجاز القران وبلاغته

 

2- النعماني في النص المتقدم يضع جملة من الضوابط والحدود التي بها يعرف العالم بالقران، أي العالم بعلومه ومعاني اياته وتراكيب جمله، العالم بتفسيره وتأويله...

 

3 - من أدعى المعرفة والإحاطة لا بدّ لادعائه من دليل يوافق الكتاب والسّنّة.

 

    أقول وممّن صنّف في (علوم القران) تحت عناوين متفرقة أحمد بن الحسين المقري النيسابوري المتوفى سنة 381 هـ له مصنّفات عديدة وكلّها مصاديق للمعنى الاصطلاحي منها:

    صثف كتابآ بعنوان (ايات القران) وله كتاب (الغاية في العشر) و(مذهب حمزة في الهمزة وفي الوقف) و(طبقات القرّاء) و(كتاب المدّات) و(كتاب الاستعاذة) و(كتاب الشامل) و(غرائب القراءات) و(وقوف القرآن) و(اختلاف عدد السرر) و(رؤوس الايات).

وممّن عاصر النيسابوري ؛ أحمد بن الحسين والنعماني ؛ محمد بن إبراهيم بن جعفر: علماء كثيرون كالشيخ الكليني وهو متقدم عليهما، والشيخ الصدوق وابن النديم والشيخ المفيد والشريف المرتضى وآخرين...

 

 وقد أفرد ابن النديم في الفهرست فصلاً كاملاً عن المؤلّفات التي صثّفت في علوم القرآن وتفسيره، وحاول أن يستقرىء كتب القدماء والمعاصرين له، فقد ذكر في ص 36 كيفية جمع القران ثم باب نزول القران بمكة والمدينة، وترتيب نزوله أي ذكر السور وترتيبها ثم ذكر:

- باب ترتيب القران في مصحف عبد الله بن مسعود.

- باب ترتبب القرآن في مصحف أبي بن كعب.

- الجمّاع للقران على عهد النبي.

- ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي.

- أخبار القراء السبعة وأسماء رواياتهم وقراءاتهم.

- تسمية من روى عن أبي عمرو قراءته.

- أخبار نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.

- ثم ذكر جملة من الرواة وتسمياتهم وممن أخذوا.

-  بعدها ذكر تسمية الكتب التي ألفها العلماء في قراءته.

- أسماء قرّاء الشواذ وأنساب القرّاء من أهل المدينة ومكة والبصرة والكوفة والشام واليمن وبغداد وهناك أسماء أخر.

- ثم ذكر تسمية الكتب المصثّفة في تفسير القران ثم الكتب المؤلفة في معاني القران ومشكله ومجازه.

- والكتب المؤلفة في غريب القران.

- والكتب المؤلفة في لغات القران.

- والكتب المؤلفة في القراءات.

- والكتب المؤلفة في النقط والشكل للقرآن.

والكتب المؤلفة في لامات القران.

والكتب المؤلفة في الوقف والابتداء في القرآن.

والكتب المؤلفة في اختلاف المصاحف.

والكتب المؤلفة في وقف التمام.

والكتب المؤلفة فيما اتفقث ألفاظه ومعانيه في القران.

والكتب المؤلفة في متشابه القران.

والكتب المؤلفة في هجاء المصاحف.

والكتب المؤلفة في مقطوع القران وموصوله.

والكتب المؤلفة في أجزاء القران.

والكتب المؤلفة في فضائل القران.

والكتب المؤلفة في عدد اي القران: أهل المدينة، أهل الكوفة، أهل البصرة، أهل الشام.

والكتب المؤلفة في ناسخ القران ومنسوخه.

والكتب المؤلفة في نزول القران. 

والكتب المؤلفة في معاني شتى من القران.

 ثم ذكر أسماء قوم من القرّاء المتاخرين كابن المنادى، والنقاش، وبكار، وابن الواثق وأبي الفرج [2].

 

والذي تجدر الإشارة إليه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو أوّل من أشار إلى موضوعات علوم القرآن فمّما ينسب إليه أنه سأل شيعته عن تلك الموضوعات ثم قال لهم: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كلّ منها شاف وكاف وهي أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، ومثل، وقصص. وفي القران ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه، وخاص وعام، ومقدم ومؤخر، وعزائم ورخص، وحلال وحرام، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف، ومنقطع غير معطوف، وحرف مكان حرف. ومنه ما لفظه خاص، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم، ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل ومنه ما لفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم آخرين، ومنه ما هو باق محزف عن جهته، ومنه ما هو على خلاف تنزيله، ومنه ما تأويله في تنزيله، ومنه ما تأويله قبل تنزيله، ومنه ما تأويله بعد تنزيله.

ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك على حاله، ومنه آيات مختلفة اللفظ متّفقه المعنى، ومنه آيات متفقة اللفظ مختلفة المعنى، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة، لأن الله عز وجل يحب أن يؤخذ برخصه كما يؤخذ بعزائمه.

ومنه رخصة صاحبها فيها بالخيار، إن شاء أخذ، وإن شاء تركها. ومنه رخصة ظاهرها خلاف باطنها، يعمل بظاهرها عند التقية، ولا يعمل بباطنها مع التقية، ومنه مخاطبة لقوم والمعنى للآخرين، ومنه مخاطبة للنبي ومعناه واقع على أمتّه، ومنه لا يعرف تحريمه إلا بتحليله، ومنه ما تأليفه وتنزيله على غير معنى ما أنزل فيه. ومنه ردّ من الله تعالى واحتجاج على جميع الملحدين والزنادقة والدهرية والثنوية والقدرية والمجبرة وعبدة الأوثان وعبدة النيران، ومنه احتجاج على النصارى في المسيح  وأن الكفر كذلك، ومنه ردّ على من زعم أن ليس بعد الموت وقبل القيامة ثواب وعقاب.

 ومنه ردّعلى من أنكر فضل النبي على جميع الخلق، ومنه ردّ على من أنكر الإسراء له ليلة المعراج. ومنه ردّ على من أثبت الرؤية، ومنه صفات الحق وأبواب معاني الإيمان ووجوبه ووجوهه، ومنه أنكر الإيمان والكفر والشرك والظلم والضلال، ومنه ردّ على من وصف الله تعالى وحده، منه ردّ على من أنكر الرجعة ولم يعرف تأويلها، ومنه ردّ على  من زعم أن العز وجل لا يعلم الشيء حتى يكون. ومنه ردّ على من لم يعلم الفرق بين المشيّة والإرادة والقدرة في مواضع ومنه معرفة ما خاطب الله عز وجل به الأئمة و المؤمنين.

ومنه أخبار خروج القائم مثا عجل الله فرجه، ومنه ما بين الله تعالى منه شرائع الإسلام وفرائض الأحكام، والسبب في معنئ بقاء الخلق ومعايشهم ووجره ذلك، ومنه أخبار الأنبياء وشراثعهم. وهلاك أمم ومنه ما بين الله تعالى فيه مغازي النبي  وحروبه وفضائل أوصيائي، وما يتعلق بذلك ويتصل به.

 

هذه الفقرات تشير إلن عدة أمور قد بحثها القرآن الكريم وبينها للناس وهي:

1 - أمور تتعلق بالتوحيد وتنزيه الله سبحانه عن كل ما لا يليق بساحته تبارك وتعالى والردّ على أصحاب الأهواء والبدع والمقالات والأديان السالفة.

2 - أمور تتعلق باصل الإيمان والكفر والشرك.

3 - أمور تتعلق بالنبوة وما يرتبط بساحة النبي الكريم ومعجزاته الخالدة.

4 - أمور تتعلق بالإمام وأوصياء النبي.

5 - أمرر تتعلق بالأحكام والسنن والعزائم والرخص.

6 - أمور ناظرة إلى تنظيم علاقة الفرد بالآخرين ودوره في المجتمع. ثم فضل أمير المؤمنين  لما سألوه عن الناسخ والمنسوخ وعن أول ما نزل من القران، وعن المحكم والمتشابه، والخاص والعام، ومسائل أخرى ذكرها النعماني كما ينقل المجلسي في البحار.

كيف ما كان أن بعض مصاديق علوم القرآن كانت تشغل أذهان طائفة من الصحابة كابن عباس , وابن مسعود، وعمر بن الخطاب، الذي سُئل عن ألفاظ في غريب القرآن فلم يعرف معناها، مما التجأ المسلمون إلى أمير المؤمنين ليأخذوا منه معالم دينهم وليبّين لهم ما خفي أو غمض عليهم من معاني القرآن وتفسيره وتأويله وأوامره ونواهيه...

 

ولو جاوزنا القرن الأول والثاني الهجري لأمكننا أن نقول أن التصنيف في علوم القرآن أخذ طابعاً جدياً في التفصيل، بل تناول موضوعات أخرى غير التي كانت سائدة فيما سبق، وهذا التفصيل إنما حصل بعد ما اتسعت الرقعة الإسلامية ودخول أمم من الشرق والغرب في الإسلام واحتياج هؤلاء إلى مزيد من الدراسة والبحث في المفاهيم القرآنية، علاوة على حفظه وتجويده.

 ولا نستبعد إذا قلنا أن المفهوم الاصطلاحي (لعلوم القرآن) إثّما ظهر في القرن الثالث الهجري وتبلورت معالمه وثبتت أسسه في القرن الرابع الهجري كما أن في هذا القرن برزت فيه المصنّفات كما أشرنا إليها من قبل.

 


 

[1] - بحار 93 / 4 نتلآ عن تفسير النعماني؟

[2] - أنظر كتاب الفهرست 37-59 لابن النديم المتوفى سنة 385هـ أو37هـ