الميسّر في علوم القرآن


 ترتيب السور المكية حين النزول برواية ابن الضريس في فضائل القرآن

 

1 العلق

23 النجم

45 طه

67 الذاريات

2 القلم

24 عبس

46 الواقعة

68 الغاشية

3 المزمل

25 القدر

47 الشعراء

69 الكهف

4 المدثر

26 الشمس

48 النمل

70 النمل

5 الفاتحة [1]

27 البروج

49 القصص

71 نوح

6 المسد

28 التين

50 الإسراء

72 إبراهيم

7 التكوير

29 قريش

51 يونس

73 الأنبياء

8 الأعلى

30 القارعة

52 هود

74 المؤمنون

9 الليل

31 القيامة

53 يوسف

75 السجدة

10 الفجر

32 الهمزة

54 الحجر

76 الطور

11 الضحى

33 المرسلات

55 الأنعام

77 الحاقة

12 الشرح

34 ق

56 الصافات

78 المعارج

13 العصر

35 البلد

57 لقمان

79 النبأ

14 العاديات

36 الطارق

58 سبأ

80 النازعات

15 الكوثر

37 القمر

59 الزمر

81 الإنفطار

16 التكاثر

38 ص

60 غافر

82 الإنشقاق

17 الماعون

39 الأعراف

61 فصّلت

83 الروم

18 الكافرون

40 الجن

62 الشورى

84 العنكبوت

19 الفيل

41 يس

63 الزخرف

85 المطففين

20 الفلق

42 الفرقان

64 الدخان

 

21 الناس

43 فاطر

65 الجاثية

 

22 التوحيد

44 مريم

66 الأحقاف

 

 


  ترتيب السور المدنيّة حسب النزول

 

87 البقرة

94 الحديد

101 الحشر

108 التحريم

88 الأنفال

95 محمد

102 النصر

109 الجمعة

89 آل عمران

96 الرعد

103 النور

110 التغابن

90 الأحزاب

97 الرحمان

104 الحج

111الصف [1]

91 الممتحنة

98 الإنسان

105 المنافقون

112 الفتح

92 النساء

99 الطلاق

106 المجادلة

113 المائدة [2]

93 الزلزال

100 البيّنة

107 الحجرات

114 براءة

 

 

 

 

 

 

 

 

هذا الترتيب على أشهر الروايات بسند معتبر عن ابن عباس وجابر بن زيد وقد ذكر هذا الترتيب - مع اختلاف يسير - السيوطي في الاتقان 1/ 31، مجمع البيان10/ 405 والبرهان 1/ 193تاريخ واليعقوبي 2/ 6 2.

 


  ترتيب الآيات

 

 فيما اشتهر أن ترتيب الآيات كان توقيفياً من الرسول قال القاضي أبو بكر: ترتيب الآيات أمرّ واجب وحكم لازم، فقد كان جبرائيل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا وقال مكي: وترتيب الآيات في السور هو من النبي ولمّا لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة [1]. وقال الأبياري:

وكما كان ضبط الآيات بفواصلها توقيفاً كذلك كان وضها في مواضها توقيفاً، دليل ذلك الآية واثفوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، البقرة / 281 كانت آخر ما نزل، فوضعها النبي عن وحي من ربّه بين آيتي الربا والدين من سورة البقرة وهكذا في سائر الآيات [2].

قال أبو الحسين أحمد بن فارس في كتاب (المسائل الخمسى) جُمعَ القرآن على حزبين:

أحدهما: تاليف السرر كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين، فهذا الضرب هو الذي تولاّه الصحابة رضوان الله عليهم.

وأما الجمع الآخر فضم الآي بعضها إلى بعض وتعقيب القصة بالقصة فذلك شيء تولاّه رسول الله كما أخبر به جبرائيل عن أمر ربه عزّ وجلّ [3].

ومّما يستدل على أن ترتيب الآيات توقيفي ما نقله البخاري بسنده عن ابن الزبير قال قلت لعثمان بن عفان والذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً سورة البقرة آية 234 قال قد نسختها الآية الأخرى فَلِمَ تكتبها أو تدعها - أي لماذا تبقيها مكتوبة في المصحف وأنت تعلم بأنها منسوخة - قال عثمان: يا ابن أخي لا أغيّر شيئاً منه من مكانه [1].

ثم ذكر البخاري عدّة روايات في آخر باب من تفسير سورة البقرة تؤكّد أن ترتيب الآيات كان توقيفيّاً منها: بسنده عن عائشة قالت لمّا نزلت الآيات من اخر سورة البقرة في الربا فرآها رسول الله على الناس ثم حرّم التجارة في الخمر [2].

وقد ثبت حرمة قراءة الايات معكوسة أي من آخرها إلى أوّلها وهذا بإجماع المسلمين منهم الزركشي قال وفسّر بعضهم قوله ورتّل القرآن ترتيلا أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير، وجاء النكير على من قرأه، معكوساً [3].

وني شرح المهذّب قال: وأمّا قراءة السورة من آخرها إلى أوّلها فمتّفق على منعه، لأنه يذهب بعض نوع الإعجاز، ويزيل حكمة الترتيب.

قال السيوطي: وفيه أثر، أخرج الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود: أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوساً، قال ذاك منكوس القلب [1].

أقول: وأخرج ابن حيّان والنسائي والترمذي وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الإنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.. [2].

وعن عثمان بن أبي العاص قال: كنت جالساً عند رسول الله إذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال: أتاني جبرائيل فامرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى النحل /90 [3].

وقال مكي بن أبي طالب: ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي ولمّا لم يأمر بذلك في أوّل براءة تركت بلا بسملة.

وفي الانتصار قال القاضي أبو بكر: الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه، ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بيّن الدفّتين الذي حواه مصحف عثمان، وأنه لم ينقص منه شيء، ولا زيد فيه، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى، ورتّبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدّم من ذلك مؤخّر ولا أخّر مقدّم. وأن الأمة ضبطت عن النبي ترتيب آي كل سورة ومواضها، وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القراءات وذات التلاوة، وأنه يمكن أن يكون الرسول قد رتَّب سوره وأن يكون قد وكّل ذلك إلى الأمّة من بعده، ولم يتول ذلك بنفسه [1].

لم يكن القاضي أبو بكر منفرداً في هذا الرأي، بل أغلب علماء الجمهور على ذلك قديماً وحديثاً، مفسّرين ومحدّثين، بل أصبح الأمر عند الجميع أن ترتيب القرآن توقيفي لا ينبغي للصحابة وغيرهم أن يؤخروا ما هو مقدّم أو أن يقدّموا ما هو مؤخّر، بل قال البعض أن ترتيبه وحي من الله سبحانه أنزله جبرائيل على الرسول، وهذا ما يراه البغوي، قال: فكتبوه كما سمعوا من رسول الله من غير أن قدموا شيئاً أو أخّروا، أو وضعوا له ترتيباً لم يأخذوه من رسول الله وكان رسول الله يلقِّن أصحابه وبعلّمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا، بتوقيف جبرائيل أيّاه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية: أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب أنزله الله جملة إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرّقاً عند الحاجة.. [1].

أقول لا يخفى على اللبيب أن قراءة النبي لجملة من السور بالترتيب المعروف لهو دليل آخر في ترتيب الآيات والسور في آن واحد وأنه أمر توقيفي فمثلاً في صحيح مسلم عن أبي الدرداء مرفوعاً: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، أو قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجّال. صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل سورة الكهف واية الكرسي.

وكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء والأعراف وهل أتى على الإنسان حين من الدهر وسورة الرحمن والنجم والجمعة والمنافقون والصف وسور غيرها كان يقرأها على ملأ من الصحابة، بل وكان يُقرؤهم ويعلّمهم كل عشر آيات، وما يجاوزونها إلى غيرها حتى يتعلّموها، وهذا يعني أن تعلم الصحابة وحفظهم للقرآن إنّما كان بترتيب متّسق أخذوه من الرسول مباشرة، وهذا ممّا فيه من الترتيب التوقيفي ما لا يخف على الفطن.

 

 

[1] أثبتها السيوطي الإتقان 1/ 31 واليعقوبي في تاريخه 2/ 26.

[1] جعل الزركشي الصف بعد التحريم وقبل الجمعة.

[2] في البرهان للزركشي المائدة آخر سورة وقبلها براءة.

[1] البرهان الزركشى 1/ 256.

[2] تاريخ القرآن - إبراهيم الإبياري ص 62 ظ 1965.

[3] البرهان 1/ 259.

[1] المصدر السابق 5/ 164. ومما ذهب إلى أن ترتيب الآيات أمر توقيفي: ابن كثير، انظر فضائل

[2] القرآن ص 76 ط 2 دار المعرفة بيروت 1987.

[3] البرهان 1/ 259.

[1] الإتقان 1/ 341.

[2] سنن الترمذي، أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة التوية رقم 3086.

[3] مسند أحمد بن حنبل 4/ 218.

[1] كتاب الانتصار - للقاضي أبي بكر.

[1] حكى القرطبي عن أبي بكر الأنباري في كتاب الرد، أنه قال: فمن أخّر سورة مقدمة أو قدّم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظام الآيات وغّير الحروف والآيات. وقال القاضي يحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه من اجتهاد الصحابة، وقال مكي في تفسير سورة براءة: فأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي. انظر فضائل القرآن لابن كثير ص 76 و78 و87.