الميسّر في علوم القرآن


  أول ما نسخ من القرآن

 

قال الزهري ت 124: أوّل ما نسخ من القرآن من سورة البقرة القبلة كانت نحو بيت المقدس تحولت نحو الكعبة، فقال الله عزّ وجلّ: ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمَّ وجه الله إن الله واسع عليم [البقرة /175].

نسخ بقوله تعالى: قد نرى تقلّب وجهك فلنوّلّينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام [البقرة/ 144]. الناسخ والمنسوخ ص 13و14 للزهري ت 124.

وقال ابن البارزي ت 739 هـ:

وأوّل ما نُسِخَ الصلاة الأولى ثم القبلة الأولى ثم الصوم الأول ثم الزكاة الأولى ثم الإعراض عن المشركين ثم الموارثة ثم العفو والصفح عن أهل الكتاب ثم المخالطة في الحج ثم العهد الذي كان بينه وبين المشركين. "ناسخ ألقرآن العزيز ومنسوخه لابن البارزي ص 22 تحقيق د. حاتم صالح ط بيروت 198".

 

الآيات المنسوخة على وجه من التحقيق

1 ـ قوله تعالى: وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا [البقرة/ 190]. نسخت بآية السيف: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [التوبة/ 5] وبهذه الآية جاء نسخ عدة آيات.

2 - ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم [النساء/91].

3 - وإن جنحوا للسلم فاجنح لها [الأنفال / 61].وقيل ناسخها قوله تعالى: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يَتركم أعمالكم [سورة محمد/ 35].

4 - فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون [الزخرف / 89].

5 - قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيّام الله [الجاثية/ 14].

6 - لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم [الممتحنة/ 8].

7 - وآتوهم ما أنفقوا [الممتحنة/ 10].

8 - قوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا... [الدخان / 14].

9 - قوله تعالى: والذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزراجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج [البقرة/ 240] [1]. نسختها قوله تعالى: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشراً [البقرة/ 234]. ثم نسختها آية المواريث، من سورة النساء/ 12

10- قوله تعالى: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهنّ في البيوت حتى يتوفاهُنّ الموتُ أو يجعل الله لهن سبيلا [النساء/ 15]. نسخت بآية النور قوله تعالى: الزانية والزاني... [النور/2]. انظر مجمع البيان 3/ 1 2 والصافي 1 / 339 والعياشي 1 /227.

11- قوله تعالى:... إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق... فما جعل الله لكم عليهم سبيلا [النساء/ 90]. نسختها الآية الأولى من سورة براءة قوله تعالى: براءة من الله إلى الذين عاهدتم من المشركين [التوبة/ 1]. وبهذه الآية نسخت الآية 92 من سورة النساء. الآتية

12 - قوله تعالى: وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلّمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة.

13 - وكذلك الآية: وأتوهم ما أنفقوا [الممتحنة/ 10].

14 - وربما قيل الآية: فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا [الممتحنة/ 11]. منسوخة بأول براءة.

15 - قوله تعالى: إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا [الأنفال /65] ناسخها قوله تعالى: الآن خفّف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين... [الأنفال / 66] انظر تفسير الصافي 1/ 676.

16- قوله تعالى: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض [الأنفال / 72] [1]. ناسخها قوله تعالى: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين [الأحزاب / 6].

17 - قوله تعالى: وأعرض عن المشركين... [الحجر/ 94] ناسخها قوله تعالى: أذن للذين يقاتلون... [الحج / 39].

18 - قوله تعالى: فاصفح الصفح الجميل [الحجر/ 85] ناسخها قوله تعالى: أذن للذين يقاتلون [الحج / 39].

19 - قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة... [المجادلة/ 12].

20 - قوله تعالى: لا يحلّ لك النساء من بعد ولا أن تبدّل بهنّ من أزواج [الأحزاب / 52]. ناسخها - على وجه - قوله تعالى: إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهنّ [الأحزاب / 50].

 

نقد على حقائق لجعفر مرتضى

 يطالعنا في كتاب (حقائق هامة) للسيد جعفر مرتضى عدّة ملاحظات نذكر هنا واحدة منها:

قال في 314 إن لفظ آية في قوله: ما ننسخ من آية إذا ورد في القرآن الكريم بصيغة المفرد فإنما يراد به الأمر العظيم الخارق للعادة الآتي من قبل الله سبحانه كالذي أُشير إليه في قوله تعالى: وما نرسل بالآيات إلا تخويفا أما الآية بمعنى الفقرة القرآنية، فلم يثبت: أن القرآن استعملها بلفظ المفرد وأراد بها ذلك.ص 413

ثم قال في الملاحظة الخامسة: لو كان المراد هنا هو الآية القرآنية فلا معنى لأن يأتي بخير منها أو مثلها. أقول: وهذا الاعتراض كذلك وارد فيما لو أريد بالآية الأمر العظيم الخارق للعادة، حيث إن قوله كفعله، وفعله كقوله ليس فيهما لغو ولا عبث.

ثم قال: ونستخلص من كل ما تقدم أنه لا يصلح أن يراد من لفظ آية في هذا المورد الفقرة القرآنية المعهودة، بل المراد بها هو الآية الخارقة للعادة، التي يرسلها الله تخويفاً لعباده وإنذاراً أو تثبيتاً لهم، وذلك ظاهر لا يخفى. أقول: هذا الكلام تبنّاه محمد عبده، والغريب جداً إن السيد في كتابه (حقائق هامة) لم يشر إليه. انظر هامش أدلة اثبات النسخ من هذا الكتاب الذي بين يديك ص 181.

وأقول للردّ على هذا القول والذي بطلانه واضح لذي حجى هو قوله تعالى: ما نبدل من آية مكان آية.

فلو سألنا سماحة السيد العاملي ماذا تفهم من إبدال آية مكان آية؟ فهل يعقل أن يبدل الله شيئاً خارقاً للعادة لغرض التخويف بشيء آخر لنفس الغرض، فهل يعني أن الآية الأولى (الخارقة للعادة) لم تكن مؤثرة في النفوس ليأتي بآية أخرى أي ظاهرة كونية أو شيء من هذا القبيل لا يتصوره أحد من الناس على الإطلاق بل إن ذلك خارج عن حد المفهوم اللغوي والعرف السليم وما تسالم بين الناس من استعمال فإن الآية الثانية الخارقة للعادة كيف تحتل مكانها بعنوان البدلية عن الآية الأولى؟

 


  ِممن صنّف في النسخ

 

 اهتم المسلمون في القرن الأول اهتماماً ملحوظاً في شان الناسخ والمنسوخ وأقسامه وأثره في الشريعة. وبرزت لهم مصنّفات عديدة ذكرتها كتب البيلوغرافيا والفهارس العامة. يكاد الباحث يجزم على أن أول من صنف في الناسخ والمنسوخ هو قتادة بن دعامة السدوسي من علماء التابعين، وكانت وفاته سنة 118 ه وقد رأينا أن نفرد قائمة بأسماء المصنّفين حسب ترتيبهم الزمني: القرن الأول والثاني للهجرة:

ا - قتادة بن دعامة السدوسي ت 118 هـ

1- عطاء بن أبي مسلم الخراساني ت 35 ا هـ.

2- محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ت 124 ه [1].

3- إسماعيل بن عبد الرحمن السّدي ت 127 ه.

4- محمد بن السائب الكلبي ت 146 ه.

5- مقاتل بن سليمان ت 150 ه.

6- الحسين بن واقد القرشي ت 157 ه.

7- عبد الله بن عبد الرحمن الأصم المسمعي من أصحاب الامام الصادق u.

9- عبد الرحمن بن ذبد بن أسلم ت 182 ه.

10- إسماعيل بن زياد السكوني من علماء القرن الثاني الهجري.

11- أحمد بن محمد بن عيسى القمي من أصحاب الرضا u.

 

القرن الثالث الهجري

1- حجاج بن محمد المصيصي الأعور ت 205 ه.

2- عبد الوهاب بن عطاء العجلي ت 206 ه.

3- الحسن بن علي بن فضال ت 224 ه.

4- أبو عبيد القاسم بن سلام ت 224 ه.

5- جعفربن مبشرالثقفي ت 234 ه.

6- سريج بن يونس ت 235 ه.

7- عبد الملك بن حبيب الأندلسي ت 241 ه

8- أحمد بن حنبل ت 241 ه.

9- سليمان بن الأشعث السجستاني ت 275 ه.

10- محمد بن إسماعيل الترمذي ت 280 ه.

11- إبراهيم بن إسحاق الحربي ت 285 ه.

12- إبراهيم بن عبد الله الكجي ت 292 ه.

13- علي بن إبراهيم القمي.

 

القرن الرابع الهجري

1- سعد بن إبراهيم الأشعري القمي ت 301 ه.

2- الحسين بن منصور الحلاج ت 309 ه.

3- عبد الله بن سليمان الأشعث (ابن أبي داوود) ت 316 ه.

4- الزبير بن أحمد الزبيري البصري ت 317.

5- محمد بن حزم الأندلسي ت 320 ه.

6- محمد بن بحر الأصفهاني ت 322 ه.

7- محمد بن عثمان بن مسبح (الجعد) ت 326 ه.

8- محمد بن القاسم الأنباري (أبو بكر) ت 328 ه.

9- أحمد بن جعفر (ابن المنادي) ت 334 ه.

10- منذر بن سعيد البلوطي ت 335 ه.

11- أحمد بن محمد النحاس (أبو جعفر) ت 337 ه.

12- محمد بن العباس (ابن الحجام).

13- الحسين بن علي البصري (الجعل) ت 339 ه.

14- قاسم بن أصبغ الأحوي البياني ت 340 ه.

15- محمد بن عبد الله البردعي (أبو بكر) ت 350.

16- أحمد بن محمد بن عيسى القمي ت 350 ه.

17- المنذر بن سعيد (البلوطي) ت 355 ه.

18- الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي (أبو سعيد) ت 368 ه.

19- محمد بن محمد النيسابوري ت 368 ه.

20- محمد بن أحمد بن الأزهر الشافعي ت 370 ه.

21- محمد بن علي بن بابويه القمي (الصدوق) ت 381 ه.

22- محمد بن أحمد (ابن الجنيد) [1] ت 381 ه.

 

القرن الخامس الهجري

1- أبو المطرف بن فطيس ت 402 ه.

2- هبة الله بن سلامة ت 410 ه.

3- عبد القاهر البغدادي ت 429 ه.

4- مكي بن أبي طالب المغربي ت 437 ه.

5- علي بن أحمد بن حزم الظاهري ت 456 ه.

6- علي بن أحمد الواحدي ت 468 ه.

7- سليمان بن خلف الباجي ت 474 ه.

8- عبد الملك بن حبيب ت 489 ه.

 

القرن السادس الهجري

1- محمد بن بركات إلمصري ت 520 ه.

2- أحمد بن خلف الإشبيلي المجود ت 531 ه.

3- سعيد بن هبة الله الراوندي ت 573 ه.

4- محمد بن عبد الله (ابن العربي) ت 597 ه.

 

القرن السابع والثامن الهجري

1- نصر بن علي البغدادي كانت نسخته عند رضي الدين بن طاووس المتوفى في 664 ه.

2- علي بن محمد (ابن الحصار) ت 611 ه.

3- محمد بن أحمد (ابن الشواس) ت 619 ه.

4- هبة الله بن إبراهيم بن البازري ت 738 ه.

5- يحيى بن عبد الثه الواسطي ت 738 ه.

6- علي بن شهاب الدين الهمداني ت 786 ه.

7- عبد الرحمن بن محمد العتائقي الحلي ت 790 ه.

 

القرن التاسع والعاشر الهجري

1- أحمد بن عبد الله بن محمد المتوج البحراني ت 6 83 ه [1].

2- أحمد بن إسماعيل الأبشيطي ت 883 ه.

3- شهاب الدين أحمد بن فهد الأحسائي من علماء القرن التاسع.

4- جلال الدين السيوطي ت 911 ه.

 

القرن الحادي عشر والثاني عشر للهجرة

1- مرعي بن يوسف الكرمي ت 1033 ه.

2- علي الحزين المدفون في بنارس الهند ت 1181 ه.

3- عطية الله بن عطية الأجهوري ت 1190 ه.

 ومن صنف في (الناسخ والمنسوخ) ولم نقف على سنة وفاتهم... شمس الدين الموصلي الحنبلي له كتاب (صفوة الراسخ في علم المنسوخ والناسخ) مخطوط. وآخرون منهم:

1- الحارث بن عبد الرحمبن.

2- أبو إسماعيل الزبيري.

3- هشام بن علي بن هشام.

4- عيسى الجلودي.

5- كمال الدين بن محمد العبادي الناصري.

6- المظفر بن الحسين بن خزيمة الفارسي له (الموجز).

7- أبو عبد الله محمد بن عبد الله الإسفرايني له (الناسخ والمنسوخ).

8- محمد بن بحر الأصفهاني صاحب (جامع التأويل) ذكره الحموي في معجم الأدباء.

 

القرن الثالث عشر

1- محمد مهدي بن جعفر الكاشاني الموسوي ألف كتابه في الناسخ والمنسوخ سنة 250 هـ.

 

من المتأخرين

1- الدكتور مصطفى زيد له (النسخ في القران الكريم) وهي رسالة نال بها درجة الدكتوراه وتعد دراسته دراسة شاملة للموضوع.

2- الشيخ علي حسن العريض له (فتح المنان في نسخ القران).

3- آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي له دراسة في (النسخ) ضمن كتابه البيان مطبوع في النجف وهي دراسة مفصلة شاملة.

4- الدكتور شعبان محمد إسماعيل له (نظرية النسخ في الشرائع السماوية).

5- عبد المتعال الجيري له (النسخ في الشريعة الإسلامية).

6- الشيخ محمد هادي معرفة له فصل في الناسخ والمنسوخ ضمن كتابه التمهيد في علوم القرآن.

 

اعتمدنا في استقرائنا لهذه الأسماء من مصنفي الناسخ والمنسوخ على أهم الموسوعات والفهارس نشير إلى بعضها:

1- فهرست ابن النديم،محمد بن اسحاق ت 377 و5 38 ه.

2- فهرست الشيخ الطوسي ورجاله، لشيخ. الطائفة ت 460 ه.

3- رجال النجاشي، لابي العباس النجاشي ت 450.

4- معالم العلماء، لابن شهر آشوب المازندراني ت 588 ه.

5- معجم الأدباء، لياقوت الحموي الرومي ت 626 ه.

6- الإتقان في علوم القران، للسيوطي ت 911 ه.

7- البرهان في علوم القرآن، للزركشي محمد بن عبد الله ت 794 ه.

8- إيضاح المكنون، لاسماعيل باشا الباباني.

9- كشف الظنون،لحاجي خليفة ت 1067 ه.

10- الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لاغا بزرك الطهراني ت 1067 ه.

11- طبقات المفسرين.

12- الأعلام للزركلي، خير الدين.

13- معجم رجال السيد الخوئي،للسيد ابي قاسم.

14- النسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد.

 


 

[1] انظر تفسير شبر ص 76 والبحار 93/ 6 والصافي 1/ 4 0 2 والدر المنثور 1/9 0 3 والوسانل 15 /451.

[1] مجمع البيان 4/ 561 والصافي 1 /678 والقمي 1/ 0 8 2 والدر 3/ 6 0 2 والميزان 6 1 / 292 وكنز العرفان 2/ 324.والبحار 93/ 8.

[1] سند هذا الكتاب الوليد بن محمد الموقري ت 182 ه وقد أحممع علماء الرجال على تجريحه وكان يروى الموضعوعات وإنتحل روايات وكتب كثيرة ونسبها للزهري والزهري لم يروها.

[1] وهو ممن أنكر النسخ في القرآن،لة كتاب (الفسخ على من أجاز النسخ) انظر فهرس الطوسي 0 6 1 ورجال النجاش 2 0 3 ومعالم العلماء 98.

[1] له (الناسخ والمنسوخ) ذكر آقا بزكَك الطهراني في الذريعة أنه توجد نسخة منه في مكتبة المجدد الشيرازى.