قواعد حفظ القرآن الكريم

 جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد - بيروت - لبنان

القسم الأول القسم الثاني القسم الثالث القسم الرابع
المقدمة 5
حفظ القرآن الكريم في كلام الإمام الخامنئي دام ظله 9
فوائد حفظ القرآن الكريم 11
الطرق الرئيسية الثلاثة لحفظ القرآن الكريم 17
الدرس الأول قواعد حفظ القرآن الكريم 19
المسألة الأولى المقدمات 20
أ - تركيز الحواس 21
ب - التجويد والقراءة والترتيل 24
ج - التخطيط الواقعي 25
د - العمل الجماعي 26
المسألة الثانية مراحل الحفظ 28

 


 المقدمة

 

 قواعد حفظ القرآن الكريم وطرق تعليمه

 حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولى (1430 هـ - 2009 م)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا النبي الأعظم محمد بن عبد الله (ص) وعلى آله الميامين وصحبه المنتجبين.

- قال الله عز وجل في كتابه المجيد:

{الذين يُبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيب} (1)

- انطلقت جمعية القرآن الكريم في لبنان بهمّةٍ وثبات منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، لتُبلّغ رسالة الله سبحانه من خلال هذا الكتاب الالهي العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، متلفعةً بالورع، ومزدانةً بالتقوى، ومغلفةً بالخشية من الله وحده - جلَّت قدرته -.

فكانت هذه الانطلاقة القرآنية الموفّقة، هي اللبنة الأساس في بناء هذا الكيان القرآني الشامخ، الذي شاء الله تعالى أن يتأصل ويتجذّر في إعماق المجتمع الاسلامي والقرآني.

وها - نحن الآن - نلمس بشكل جلي ثمرات ذلك العمل الدؤوب، والجهد الحثيث، والتواصل الدائم، فكان الوعي القرآني المتنامي، والحرص الواضح على حفظ القرآن وتلاوته، ومعرفة تفسيره، ودراسة علومه، من قبل جمهور عريض من مجتمعنا يدعو - بحق - الى الارتياح والتفاؤل الكبير بمستقبل هذه الآية التي تسعى بصدق واهتمام الى الالتزام بدينها وقيمها وكتابها المجيد.

وقد جاء الحث على حفظ القرآن وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار بشكل أكيد من قبل صاحب الرسالة المحمدية الحبيب المصطفى (ص) إذ يقول:

«من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه أدخله الله الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته، كلُهُم قد وجبت لهم النار» (2).

- أما الاستئناس بالقرآن، فله شأن آخر في النيل من هذه المأدبة الالهية الغنيّة، فها هو الامام زين العابدين (ع) يحثنا على العيش الدائم مع القرآن في الليل والنهار ويقول:

«لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشتُ بعد أن يكون القرآن معي» (3).

ولا بد لنا أن نشير ونحن نقدّم لهذا الكتاب الموسوم بـ (قواعد حفظ القرآن الكريم وطرق تعليمه) أن هذا الكتاب قد أبصر النور بعد أن تهيأت له كل أسباب نضوجه واستوائه من خلال التجربة الفنية التي اكتسبتها جمعية القرآن الكريم وهي تحتضن مشروع حفظ القرآن لمجموعة كبيرة من الطلاب منذ ما يقارب أو يزيد قليلاً مع الأربع سنوات، عاشتها بكل تفصيلاتها ومعاناتها، وهي - بلا شك - تجربة لا يستهان بها أبداً في الميدان العملي، فجاءت الدراسة متأنية وواعية ودقيقة، تنُمُّ عن دراية ودربة، بالامكان وصفها موضع التنفيذ لمن يريد أن يعيش مع القرآن ليكون من اهله وحَمَلَتِهِ وخاصتِهِ.

- ولا يسعنا - ونحن - نضع هذا الجهد التخصصي البحث بين يدي الطالب والقارىء إلا أن يشكر بامتنان وعرفان للجميل لمن اسهم معنا برأي أو ملاحظة أو تجربة، لا سيما أساتذة الحفظ والمتخصصين، نخص بالذكر منهم الأستاذ الحافظ برهيزگار، والاستاذ الحافظ الشيخ الحاج ابو القاسم.

ونحن - بدورنا في جمعية القرآن الكريم - نُقدِّم هذا العمل المبارك والمتواضع ونهدي ثوابه الى الأرواح الطاهرة ولكل شهداء المقاومة الاسلامية في شتى بقاع العالم - زادهم الله علواً ورفعةً في الدنيا والآخرة - لا سيما الشهيد المجاهد قائد الانتصارين الحاج عماد مغنية (رضوان الله تعالى عليه).

اللهمَّ فتقبّل منّا هذا القليل بقبولك الحسن وأنبته نباتاً حسناً إنّك سميع مجيب.

{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}

صدق الله العلي العظيم

 

جمعية القرآن الكريم

بيروت - لبنان

محرم الحرام /1430هـ

 2009م

 


 حفظ القرآن الكريم في كلام الإمام الخامنئي (دام ظله)

«حفظ القرآن الكريم نور في القلوب والعقول، وبركة الخالق تعالى في أذهان وقلوب البشر وعلى ألسنتهم».

«...الحفظ، حفظ القرآن، يجب أن تحفظوا القرآن، يجب أن يصبح القرآن في الصدور لينفذ إلى القلوب، وليتحقق في ساحات المجتمع».

«القرآن الكريم يمنح الإنسان البصيرة ويلهمه العلم بالمعارف الإلهية ويصد الإنسان عن الخطأ في الكثير من المواطن».

«إن حفظ القرآن الكريم نعمة عظيمة ومغنم كبير».

«لأن تحفظوا القرآن الكريم في عمر الشباب وخاصة خلال مرحلة الناشئة، فهو لكم رأسمال وذخيرة».

«...عمّموا مسألة حفظ القرآن في مختلف المناطق».

«إن تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتعلّمه مقدمة لأن نقتدي بالقرآن ونغدو على شاكلته».

 


 فوائد حفظ القرآن الكريم

1- التكلم مع الباري والجلوس معه:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع): «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ ولَايَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ قُطْبَ الْقُرْآنِ وَقُطْبَ جَمِيعِ الْكُتُبِ، عَلَيْهَا يَسْتَدِيرُ مُحْكَمُ الْقُرْآنِ وَبِهَا يُوهَبُ الْكُتُبُ وَيَسْتَبِينُ الْإِيمَان‏». (4)

2- سبيل التقرب لأهل البيت (ع) والتعلق بهم:

وَهُمْ (أهل البيت) أَزِمَّةُ الْحَقِّ وَأَعْلَامُ الدِّينِ وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاش‏. (5)

3- الجلوس مع الملائكة:

 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): «الْحَافِظُ لِلْقُرْآنِ الْعَامِلُ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ». (6)

4- الغنى:

عن الرسول الأكرم (ص): «أَغْنَى النَّاس حَمَلَةُ الْقُرْآن مَنْ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالى فِي جَوْفِهِ». (7)

5- موجب لغفران الذنوب:

وَعن الرسول الأكرم (ص): «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَنْ حِفْظِهِ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّ اللهَ تَعَالى لَا يَغْفِرُهُ (له) فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَهْزَأَ بِآيَاتِ اللَّهِ». (8)

6- النجاة من العذاب الإلهي:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَلْباً وَعَى الْقُرْآنَ. (9)

7- قبول الشفاعة:

وَعَنْه ُ (ص) مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى يَسْتَظْهِرَهُ وَيَحْفَظَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمُ النَّارُ. (10)

8- غفران ذنوب الوالدين حتى لو كانا كافرين:

عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع): مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ مُتِّعَ بِبَصَرِهِ وَخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ. (11)

9- إعمار القلب:

قال رسول الله (ص): «إِنَّ الّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالْبَيْتِ الخَرَاب». (12)

10- إحياء القلب وبهجته:

عن رسول الله (ص): ..وَلاَ تَغْفَلْ عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ.. فَإِنَّ القُرْآنَ يُحْيِي الْقَلْبَ الْمَيِّتَ‏.. (13)

11- نيل أعلى الدرجات في الجنة:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): فَإِذَا دَخَلَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ الْجَنَّةَ قِيلَ لَهُ اقْرَأْ وَارْق، لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةٌ فَلَا تَكُونُ فَوْقَ حَافِظِ الْقُرْآنِ دَرَجَةٌ. (14)

12- النجاة من الوحدة:

 قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع): لَوْ مَاتَ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي. (15)

13- في زمرة كبراء المجتمع وأشرافه:

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص): أَنَّهُ قَالَ أَشْرَافُ أُمَّتِي حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَأَصْحَابُ اللَّيْلِ. (16)

14- نيل أجر النبي وأصحابه:

عَنِ النَّبِيِّ (ص): إِنَّ أَكْرَمَ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا يَخْرُجُ الْأَنْبِيَاءُ وَيُحْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَيَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَيَأْخُذُونَ ثَوَابَ الْأَنْبِيَاء. (17)

15- وجهاء أهل الجنة:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّة. (18)

 16- باعث لفيوض الرحمة وإشعاع النور الإلهي:

قَالَ رسول الله (ص) حَمَلَةُ الْقُرْآنِ هُمُ الْمَحْفُوفُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْمَلْبُوسُونَ نُورَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل‏. (19)

17- حلول النغمات القرآنية بدل النغمات المحرمة:

قال رسول الله (ص): حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْواتِكُمْ فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْناً. (20)

18- الاستفادة من العمر والوقت وبذله في سبيل القرآن:

عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَمُوتَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ أَوْ أَنْ يَكُونَ فِي تَعْلِيمِهِ. (21)

19- خزان كبير للعلوم القرآنية، للعلماء والخطباء والأساتذة:

قال علي (ع): «جَعَلَهُ اللَّهُ رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ وَمَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاء» (22)

20- تعميم الثقافة القرآنية في المجتمع وعند الشباب.

21- الاستئناس الدائم بالقرآن.

22- ملء أوقات الفراغ لدى الشباب والناشئة.

23- تقوية اللغة العربية لجهة الفصاحة والبلاغة.

24- الاستفادة من الآيات القرآنية في المحاورات العصرية وخاصة توثيق الكلام (بالآيات) وبيان الموضوعات.

25- التهيئة الأرضية المناسبة لفهم القرآن والعمل به.

 

«اللهم فحبب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياته إنك سميع مجيب».

 



بسم الله الرحمن الرحيم

 بعون الله تعالى وألطاف صاحب الزمان، تم وضع مخطط قواعد حفظ القرآن الكريم بين يدي المهتمين بترويج حفظ القرآن، في ثلاثة أقسام، كما عرضنا أساليب وقواعد تعليم حفظ القرآن الكريم ضمن قسم مستقل في أغلبه، وباقة من خبرات بعض الحفاظ المشهورين وأساتذة هذا العلم الذين يمتلكون تجربة ناجحة في الحفظ والتعليم.

نسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل مفيدا للمخاطبين والمهتمّين من القراء وطلاب هذا العلم.

يتضمن محتوى هذا الكتاب أربعة دروس:

الدرس الأول: قواعد حفظ القرآن الكريم

الدرس الثاني: قواعد ومبادىء حفظ القرآن الكريم

الدرس الثالث: مبادئ تكرار المحفوظات

الدرس الرابع: قواعد تعليم الحفظ

 


 الطرق الرئيسية الثلاثة لحفظ القرآن الكريم

1- الحفظ المتسلسل (أو المتتالي)، وهو على هذا الشكل: أولاً قراءة آية ثم حفظها، ثم الانتقال إلى آية أخرى وحفظها أيضا، ثم قراءة الآيتين المحفوظتين الأولى والثانية، وهكذا ثم الانتقال إلى الآية الثالثة وحفظها وضمها إلى الآيتين، والاستمرار بالحفظ على هذا المنوال إلى نهاية الصفحة.

2- الحفظ المجموعي أو (الجَماعي): بمعنى حفظ الآية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة والرابعة إلى آخر الصفحة، ثم إعادة قراءة الآيات مع بعضها وحفظها جميعاً.

3- الحفظ التقسيمي: بمعنى تقسيم الصفحة إلى عدة أقسام، وحفظ كل قسم وفق برنامج محدد، مثلا أن يقوم الشخص بحفظ سطرين أو ثلاثة أو أن يقسم الصفحة إلى قسمين أو ثلاثة ثم يحفظها وهكذا إلى تمام الصفحة. حيث إن لكتابة القسم أو الأسطر المحددة في هذا السبيل دورا مفيدا جدا في الحفظ.

 


 الدرس الأول: قواعد حفظ القرآن الكريم

 

مقدمات لحفظ القرآن الكريم

مراحل الحفظ

سنشير في الدرس الأول إلى مسألتين مهمتين:

المسألة الأولى:

شرح مقدمات حفظ القرآن الكريم، أي الشروط والأمور التي ينبغي على الحافظ أن يلتفت إليها قبل السير في وادي الحفظ.

المسألة الثانية:

مراحل الحفظ، أو ما هي المراحل التي على الإنسان أن يطويها لحفظ القرآن الكريم بطريقة سليمة وصحيحة.

 


المسألة الأولى: المقدمات:

أ: تركيز الحواس.

ب: التجويد والقراءة والترتيل.

ج: وضع البرامج الواقعية - التخطيط الواقعي.

د: العمل الجَماعي.

 


   المسألة الأولى: المقدمات

 أ- تركيز الحواس

 إن تركيز الحواس في الواقع عمل يعتمد على الاستخدام المركز للحافظة، بحيث لو أن شخصا أراد توجيه كل حواسه وذهنه إلى قلب أي موضوع أو قضية يريد تثبيتها في ذاكرته، يمكنه أن يدخر ذلك الموضوع أو المتن في ذهنه براحة أكثر ويكون موفقاً في ذلك.

وهنا يشار إلى لفتة علمية في ما يخص شكل حافظة الإنسان، هي إن الحافظة أو الذاكرة في المخ هي على شبه مكانين للتخزين حيث ترد جميع المعلومات التي يحفظها الإنسان إلى المخزن الأول، وتثبت هناك أولاً، ثم المخزن الثاني الذي هو محل الحفظ النهائي لها.

وهذا معناه، أنه إذا لم تنتقل هذه المعلومات إلى المخزن الثاني، بعد حفظها في المخزن الأول، فإنها تحذف كلياً أو جزئياً، وانتقالها إلى المخزن الثاني سبب لأن تحفظ بشكل دائم. وعليه نستنتج، أنه ينبغي على الحفاظ المحترمين، بالنسبة لحفظ دروسهم، أن يتمرنوا على حفظ المعلومات من خلال الممارسة والبرمجة، لانتقالها من المخزن الأول إلى المخزن الثاني، لتثبت هناك بشكل دائم.

ينبغي لحصول التركيز أثناء الحفظ الالتفات إلى المسائل التالية:

 

المسألة الأولى:

الاستفادة من المصاحف التي لها شكل خط واحد (ثابت)، أي أن لا يتم تغيير نوع الخط، ويستمر عليه ابتداءً من الأيام الأولى وحتى الانتهاء من الحفظ، وكذلك عند المراجعة ومذاكرة المحفوظات. لذلك فإن إتباع شكل واحد للخط خلال فترة الحفظ له دور فعال جداً في تركيز الحواس.

والسر في هذا الأمر، بالإضافة إلى أن المهتم بالحفظ أصبح عارفاً ومنسجماً مع نوع واحد من الخط، يستطيع تركيز حواسه ويحفظ موقع كتابة الآية في الصفحة. وعليه فإن هذه المسالة مهمة جدا في ادِّخار الآيات وإعادة تذكرها.

 فلو عرفت أن الآية التي حفظتها هي في أسفل الصفحة أم أعلاها أم على اليمين أو الشمال، فيكون من السهل عليك استذكارها.

 

المسألة الثانية:

 اتخاذ مكان ثابت للجلوس في أثناء القيام بالحفظ، وهذا الأمر مفيد جداً في تركيز الذهن. مثل المكان الهادئ والبعيد عن الضجة. والمقصود من المكان الهادئ أمرين:

1- المكان الثابت هنا، يعني عدم ممارسة الحفظ أثناء الحركة، كأن نركب حافلة أو عند السير في الشارع: ما يعني انه لم نتخذ وقتاً مناسباً لحفظ القرآن الكريم فمكان الحفظ ينبغي أن يكون ثابتاً.

2- والأمر الآخر، لا ينبغي تغيير مكان الحفظ، بمعنى أن نعوّد أنفسنا على اتخاذ مكانٍ خاصٍ لحفظ الآيات الكريمة.

ومثال على ذلك: أن يعتاد شخص على القيام بالحفظ في غرفة خاصة من البيت وفي وقت محدد، وهنا ينبغي عليه أن لا يغيّر هذا المكان.

لأنه عندما يتعود الإنسان من الناحية النفسية على الإتيان بعمل خاص في مكان محدد، فسيحصل له توجه واهتمام بذلك العمل شاء أم لا. وباصطلاح علماء النفس يصبح شرطاً (من الانعكاس الشرطي) (45).

وفي النتيجة، بقدر ما يحصل مزيد من التركيز، يستطيع الحفاظ بسهولة أكبر حفظ الآيات.

ولذلك ينبغي عدم تغيير المكان. فلا يكون الحفظ مثلاً يوما في المسجد ويوماً في البيت وآخر في المدرسة.

 

ملاحظة: ينبغي أن يكون مكان الحفظ قدر الإمكان سهلاً وبعيداً عن الوسائل التي تشتت ذهن الإنسان.

 

المسألة الثالثة:

في خصوص مسألة تركيز الحواس، من الأفضل الاستفادة من وقت ثابت وعدم تغييره لتطوير وتنشيط مستوى الحفظ. أي انتخاب الوقت الذي يطغى عليه السكون وأكثر بعداً عن الضجة. (كما في أول النهار أو أواخر الليل) فالضجيج فيه أقل من غيره من الأوقات والأهم من كل ذلك، الوقت الخاص للحفظ وعدم تغييره.

وهذه المسألة لها تأثير أيضاً على روحية الإنسان، فالذي يستمر على هذه العادة ويحافظ على وقت محدد في حفظ القرآن فسيكون موفقاً أكثر.

فمثلاً عندما يتعود الإنسان على تناول غدائه أو عشائه بعد صلاة الظهر أو العشاء، فلو ترك هذا الأمر لأي سبب كان، فإنه سيشعر بالتعب، وهذه هي العادة نفسها. وعليه فعند البحث والتخطيط للوقت، ينبغي أخذ هذه الفرضية بعين الاعتبار.

 

المسألة الرابعة:

من المواضيع الأخرى المساعدة على التركيز الذهني وتمركز الحواس، هي الاعتماد وبشكل دائم، على شريط (كاسيت) وقارئ واحد. وسنشير إلى هذا الأمر عند البحث في مراحل الحفظ.

كما أصبح واضحا لديكم، فإن الاستماع إلى كاسيت ترتيل هو إحدى المراحل المتقدمة في الحفظ. لذلك ينبغي قدر الإمكان التعوّد على قارئ محدد ونمط واحد من الترتيل، ولا ينبغي تغييره في كلّ مراحل الحفظ.

فلو بدأت مثلا عملية الحفظ مع صوت قارئ مشهور مثل برهيزكار أو المنشاوي أو الحصري أو القراء الآخرين، وتقدمت على هذا المنوال، فعليك المتابعة بهذه الطريقة حتى إنهاء كل مراحل الحفظ، لأن الاستفادة من قارئ واحد والاستماع الدائم إلى لحن القارئ المذكور مؤثر جدًا في تقدم عملية الحفظ، كما أنه مؤثر أيضاً في تثبيت الآيات والسور القرآنية في الذهن.

 

 تركيز الحواس على:

أ : رسم خط ثابت.

ب: مكان ثابت وهادئ.

ج: وقت محدد يغمره الهدوء.

د: الاستفادة من كاسيت قارئ واحد.

 


 ب- التجويد والقراءة والترتيل

بعد أن عرضنا المسائل المتعلقة بالتركيز (تركيز الحواس)، ننتقل إلى النقطة الأخرى من مقدمات حفظ القرآن الكريم، وهي الموضوع المتعلق بعلم التجويد، وترتيل الكتاب الحكيم.

بعبارة أخرى على الحافظ للقرآن الكريم أن يكون على علم بكيفية قراءة الآيات وقواعد حفظها، وأن يعرف صفات الحروف، بحيث يستطيع تلاوة جزء واحد خلال 40 دقيقة.

والسبب أننا نعتبره من مقدمات حفظ القران الكريم، إذْ أنَّ الحافظ الذي يقدم على الحفظ بدون معرفة التجويد أو الترتيل، من الممكن أن يحفظ الكثير من الآيات بطريقة خاطئة. فأحياناً يتم حفظ الآيات لكن مع أخطاء في التجويد، ويصعب كثيراً بعد ذلك تصحيح هذه الأخطاء التي ركزت في الذهن.

لذلك أصبح معلوماً أن القراءة الصحيحة للقرآن الكريم (أي التجويد) مقدمة مهمة للحفظ السليم للآيات والسور القرآنية، فعلى الحفاظ المحترمين الاهتمام بهذا الأمر قبل الولوج في عالم الحفظ.

ملاحظة:

إن تطبيق القاعدة أعلاه بشكل جزئي غير قابل للتطبيق مع الأطفال وصغار السن، وهؤلاء مستثنون من هذه القاعدة، لأن نمط حفظهم متفاوت. سنبين في الفصل الرابع من الكتاب وفي موضوع « قواعد تعليم القرآن الكريم»، بعض النكات الراجعة إلى الطرق الخاصة بحفظ الأطفال والصغار.

 


 ج- التخطيط الواقعي

إن البرمجة الواقعية والإدارة السليمة لدورة حفظ بأكملها، هي من مقدمات حفظ القرآن الكريم. لذلك نعتقد، لو أن شخصاً حفظ كل أسبوع ثلاث صفحات، فسيحفظ القرآن خلال أربع سنوات: ولو حفظ أسبوعيا 4 صفحات من الكتاب الحكيم فسيكون حافظاً للقرآن خلال 3 سنوات: وهكذا لو حفظ 5 صفحات فسيكون حافظاً لكل القرآن الكريم خلال سنتين ونصف.

من المعروف أن عدد صفحات القرآن الكريم بناء لخط عثمان طه هي 604 صفحات. وعليه يُطرح هنا أن الدقة في البرمجة، وتبنّي إحدى الخيارات السابقة، وتحديد الوقت أو المقدرة أو الذاكرة الفردية، يسهّل كثيراً عملية الحفظ.

ملاحظة:

إن حفظ القرآن الكريم خلال مدة زمنية محدودة أي أقل من سنتين ونصف، أو سنة ونصف، يصعب عملية الحفظ، وفي كثير من الموارد يؤدي إلى الانصراف عن دورة الحفظ، أو يقلل من نسبة نجاحه ونوع ثبوته واستقراره، أو يعرض صاحبه لنسيان ما حصل عليه. لذلك ينبغي على الذين يحفظوا القرآن الكريم خلال سنة واحدة تكرار ما حفظوه لثلاث سنوات متتالية، حتى يتمكنوا من تحصيل محفوظاتهم بشكل جيد.

يبدو أن أفضل مدة زمنية لحفظ القرآن الكريم هي ما بين 3 و 4 سنوات، وهي الفترة المتعارفة التي تساهم في توفير نوعية الحفظ الجيد.

 


 د- العمل الجماعي

النقطة الأخرى المتعلقة بالمقدمات، هي العمل الجماعي. وعليه فإذا أراد الحافظ أن يوفق أكثر في عمله، فعليه بالتأكيد الاستفادة من العمل الجماعي.

مقترحات حول العمل الجماعي:

أول: إقامة جلسات الحفظ؛ فالذين يريدون حفظ القرآن الكريم جيداً، عليهم إقامة جلسات أنس بالآيات الشريفة مع أمثالهم في التوجه والمعتقد، وأن يعقدوا جلسات أسبوعية معاً، وأن يسألوا بعضهم بعضاً حول الآيات القرآنية التي حفظوها.

وإن صرف قراءة الآيات المحفوظة أمام الآخرين يؤدي للإحاطة بها أكثر ورفع ما فيها (القراءة) من الضعف.

فمن الحري -عزيزي الحافظ- أن تقيم جلسة حفظ أو أن تشارك في جلسات التي تقام في القرى والأحياء، وبهذه الطريقة سوف يقوى فيك الدافع للحفظ والجد في ذلك أكثر فأكثر.

 

الثاني: نموذج آخر من العمل الجماعي الذي نوصي به أيضاً، مذاكرة (مباحثة) المحفوظات، وهي مهمة جداً للنجاح في عملية الحفظ. وبعبارة أخرى هو التكرار المتبادل، ومعنى ذلك أن يختار الحافظ صديقاً له، ويتفقان على برنامج يومي محدد، ويداومان سوياً ويعرض كل منهما محفوظاته على الآخر، ويشد أحدهما أزر الآخر في مسيرة حفظ القرآن الكريم، المليئة بالمد والجزر.

وسنشير لاحقاً إلى كيفية العرض والتكرار المتبادل للمحفوظات.

 

ثالث: الأمر الآخر في خصوص العمل الجماعي، هي مسألة الحضور والمشاركة الفعالة في المسابقات القرآنية، التي تقام في آلاف الأماكن في الفصول والسنين المختلفة وفي مختلف مناطق العالم.

إن الحضور في المسابقات العامة للقرآن الكريم ليس عملاً تبليغياً محضاً، كما يظن الكثيرون بل على العكس، فالمشاركة في المسابقات والمحافل القرآنية مؤثر جداً في تمكين الحافظ من محفوظاته. لذلك فالذين يواظبون على حضور مثل هذه البرامج القرآنية، يقوّون ثقتهم بأنفسهم من جهة، وتصبح محفوظاتهم سهلة المنال واتصالهم دائم بها أكثر من غيرهم.

 


 المسألة الثانية: مراحل الحفظ

توجد ست مراحل لحفظ القرآن الكريم:

المرحلة الأولى:

حدد في كل يوم صفحة من المصحف الشريف، اهتم بها واتلوها عدة مرات عن الكتاب مباشرة.

كمثال على ذلك: لو أن شخصاً نوى وضع برنامجٍ لحفظ ثلاث صفحات يومياً بناءً لما مر سابقاً (مع التذكير بأن الحفظ الطبيعي والسليم للقرآن الكريم بتمامه هو في 4 سنوات)، عليه أن يحفظ كل يوم نصف صفحة، واليوم الأخير الذي هو آخر يوم في الأسبوع يرتاح فيه ويتوقف فيه عن الحفظ. كما أن عليه أن يتلو من القرآن نصف الصفحة المحفوظة يومياً عدة مرات.

ومع مراعاة هذا البرنامج، يحفظ أسبوعيا ثلاث صفحات، فيكون في السنة حافظا ل (150) صفحة من القرآن، ولو بقي على هذا المنوال يصبح حافظاً لكل القرآن خلال أربع سنوات.

هذه هي المرحلة الأولى في عملية حفظ القرآن الكريم. ومن المؤكد أنه ينبغي القيام بهذا العمل عدة مرات، حتى يصبح محيطا بها بشكل كامل. (الحد الأقل خمس إلى ست مرات وكلما زاد كان أفضل).

 

المرحلة الثانية:

 الاطلاع على تفسير الآيات القرآنية ومعانيها، ولهذا الأمر دور محوري في الحفظ، لذلك فالإنسان الذي يفهم ماذا يحفظ ويدرك معاني الآيات القرآنية، يمكنه أن يحفظ الآيات بشكل أفضل.

 

المرحلة الثالثة:

 الاستفادة من كاسيت ترتيل القرآن الحكيم. فبعد الوقوف على معاني الآيات بدقة، نستمع إلى الصفحة بواسطة كاسيت الترتيل، ونصغي إليها عدة مرات من البداية وحتى النهاية. وينبغي القيام بهذا الأمر مرتين أو ثلاثة على الأقل، ليطمئن على أن حفظ الآيات جاء بشكل صحيح، وإضافة إلى ذلك يكون قد حفظ الآيات مع تجويدها الصحيح.

 

المرحلة الرابعة:

 تكرار الكلمات كلمة فكلمة، أو تكرار جمل النصف الصفحة الواحدة تلو الأخرى أي تكرار الجملة الأولى عدة مرات فالجملة الثانية، وهكذا منفصلة عن بعضها، وبعد تكرار المقطع الأول عدة مرات ننتقل إلى المقطع التالي ونتابع إلى الأخير.

ملاحظة:

 بالنسبة للأطفال الذين يحبون حفظ القرآن الكريم، ينبغي اختيار مقاطع قصيرة. أما بالنسبة للكبار أو الأشخاص الذين لديهم أنس بالقرآن، يمكن أن يختاروا مقاطع أطول فأطول.

على سبيل المثال، نقرأ مقطع خمس آيات من سورة البقرة المباركة بشكل متكرر على الشكل التالي:

 

الأستاذ ألم
التلميذ ألم
الأستاذ ألم
التلميذ ألم
الأستاذ ذلك الكتاب
التلميذ ذلك الكتاب
الأستاذ ذلك الكتاب
التلميذ ذلك الكتاب
الأستاذ لا ريب فيه
التلميذ لا ريب فيه
الأستاذ ذلك الكتاب لا ريب فيه
التلميذ ذلك الكتاب لا ريب فيه
ثم نكرر المقطع التالي، ثم نكرر المقطعين معاً.
الأستاذ هدى للمتقين
التلميذ هدى للمتقين
الأستاذ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
التلميذ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين

 على هذا المنوال يتم حفظ الآيات التي تلي.

 

المرحلة الخامسة:

 وهي أنه ينبغي بعد التوقف عدة ساعات أو مرور الوقت (مثلاً أن يفصل بين العملين نصف نهار)، من إعادة العمل (أعلاه) مرة أخرى من البداية بنفس الطريقة السابقة ولكن هذه المرة أسرع من السابقة، بمعنى أن نقرأ محفوظاتنا مرتين ونرى كم يبقى منها في الذهن والمقدار الذي ذهب.

والمقدار الذي ذهب بعد مرور الفاصلة الزمنية ينبغي إعادة حفظه والمرور عليه مرتين.

ملاحظة مهمة:

 كما أشرنا سابقاً، فإن الآيات التي يحفظها الإنسان للمرة الأولى تدخل ابتداءً إلى الحافظة المؤقتة، فبعد مرور عدة ساعات إذا أعيد تكرارها مرتين تدخل إلى الذاكرة الثابتة وتتحول هذه المحفوظات إلى ملكة ثابتة على الدوام!

 

أمَّا المرحلة الخامسة، هي أنه يجب تكرار المحفوظات مرتين أخريتين بعد الفاصل الزمني (الذي هو نصف نهار تقريبا) (فلو كان الحفظ الأول أول النهار فيكون التكرار الثاني لها بعد الظهر أو آخر الليل، فلو كان آخر الليل فيكون تكرارها صباح اليوم التالي، وكن مطمئناً أنها لن تمحى بعدها أبداً من الذاكرة.

 

المرحلة السادسة:

 وهي آخر مرحلة حول كيفية الحفظ، وهي إعادة تكرار المحفوظات (أنصاف الصفحات المختلفة) في الأيام القادمة. وعلى الأقل لمدة عشرة أيام واحد تلو الآخر.

بمعنى أنك لو حفظت في اليوم الأول من الشهر 5 آيات من سورة البقرة، عليك أن تتابع قراءة هذه الآيات يومياً إلى اليوم العاشر بالإضافة إلى الآيات التي تحفظها في اليوم التالي.

سنبين في الفصل الثاني من هذا الكتاب (الذي يدور حول قواعد تكرار المحفوظات)، الأساليب والطرق المناسبة لذلك.



 

 (1) - الأحزاب/ آية: 39

 

 (2) - مجمع البيان للطبرسي/ ج 1 ص45

 

 (3) - ميزان الحكمة- آية الله الري شهري نقلاً عن الكافي 602/132

 

 (4) - بحار الأنوار ج 89، ص27

 

 (5) - نهج ‏البلاغة، الخطبة 87

 

 (6) - أصول الكافي ج2 ص 603

 

 (7) - كنز العمال ج1 ص404

 

 (8) - مستدرك ‏الوسائل، ج4، ص 69

 

 (9) - وسائل ‏الشيعة ج 6 ص 167

 

 (10) - مجمع البيان، ج1، ص45

 

 (11) - الكافي ج2 ص613

 

 (12) - كنز العمال، ج1، ص553

 

 (13) - كنز العمال، ج1، ص291

 

 (14) - مستدرك ‏الوسائل ج4 ص231

 

 (15) - بحار الأنوار ج46 ص107

 

 (16) - من‏ لا يحضره ‏الفقيه ج4 ص 399

 

 (17) - مستدرك ‏الوسائل ج4 ص244

 

 (18) - الكافي ج2 ص 606

 

 (19) - بحار الأنوار ج89 ص19

 

 (20) - عيون ‏أخبار الرض (ع) ج2 ص69

 

 (21) - وسائل ‏الشيعة ج6 ص167

 

 (22) - نهج ‏البلاغة ص315

 

 (45) - استنتج علماء النفس أنه عندما يتعود الإنسان على فعل ما خلال وقت محدد وداوم عليه، فيصبح الوقت المحدد شرط لوجود حالة ما استمر عليها مدة ما.