ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة الرابعة


 

سورة هود
معاني المفردات
التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية


 

 

(الآيات1- 95) [72].

في رحاب الأنبياء نوح، هود، صالح، لوط، شعيب (عليهم السلام):

سورة هود وعدد آياتها مئة وثلاث وعشرون آية (123)، والمشهور بين المفسّرين أنَّ هذه السورة بأكملها نزلت بمكَّة في السنوات الأخيرة التي قضاها النّبي (ص) فيها، ونقرأ في حديث معروف عن النّبي (ص) أنَّه قال: « شيّبتني سورة هود » [73]. وفي حديث آخر أنَّه حين لاحظ أصحاب النّبي آثار الشيب قبل أوانه على محيّاه (ص) قالوا: يا رسول الله، تعجّل الشيب عليك، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): « شيبتني سورة هود والواقعة ». ونقل عن ابن عباس في تفسير الحديث الشريف - آنف الذكر - أنّه قال: ما نزل على رسول الله (ص) آية كان أشدّ عليه ولا أشق من آية ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ [74].

وفي فضيلة سورة هود ورد في حديث شريف عن النّبي (ص) أنَّه قال: « من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر والثواب بعدد من صدّق هوداً والأنبياء (عليهم السّلام) ومن كذَّب بهم وكان يوم القيامة في درجة الشهداء وحوسب حساباً يسيراً » [75].

ولقد اخترنا 95 آية من سورة هود للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها في الليلة الرابعة من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك، تتحدَّث هذه الآيات المختارة في البدء - كما في بداية السور السابقة - عن أهمية الكتاب العزيز، ثمَّ يشكِّل القسم العمدة منها قصص الأنبياء كقصّة النّبي نوح وهود الذي سمِّيت السورة باسمه، والنبي صالح ولوط وشعيب (عليهم السلام).


[72] لزيادة الاطِّلاع حول قصة النبي نوح، هود، صالح، لوط، وشعيب (عليهم السلام) راجع السُّور التالية: آل عمران، النِّساء، الأعراف، يونس، الإسراء، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الشعراء، النمل، العنكبوت، الأحزاب، الصَّافات، الذاريات، غافر، القمر، نوح، فصِّلت، الحديد، الأحقاف، الشمس.

[73] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 453، نقلاً عن نور الثقلين.

[74] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 453، نقلاً عن مجمع البيان.

[75] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 454، نقلاً عن تفسير البرهان.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
(1) أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ (8) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلَاقُواْ رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلَا بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلَا بُعْداً لِّثَمُودَ (68) وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْاْ فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلَا بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)

 

 

(3) وَإِن تَوَلَّوْا: وإن تعرضوا، وأصلها تتولوا.

(5) يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ: المشركون يطوون صدورهم على عداوة النبي (ص) ليخفوا ذلك من الله.

   - يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ: يتغطّون بثيابهم ثم يتفاوضون.

(7) فِي كِتَابٍ مُبِينٍ: في اللَّوح المحفوظ.

(8) أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ: إلی أجل مسمَّی ووقت معلوم.
   - لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ: أيّ شيء يؤخر عنَّا هذا العذاب.
   - وَحَاقَ بِهِمْ: نزل بهم.

(15) نُوَفِّ إِلَيْهِمْ: نوفِّر إليهم.
    - لاَ يُبْخَسُونَ: لا ينقصون شيئاً من أجورهم.

(17) وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ: يتبعه من يشهد بصحته والشاهد هو جبرائيل (ع)، وقيل الإمام علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده.

(18) وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: يقول الأنبياء (عليهم السلام).

(19) وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً: يطلبون لسبيل الله زيغاً عن الاستقامة.

(20) مُعْجِزِينَ: فائتين الله أن يعذبهم.

(22) لاَ جَرَمَ: لا بدَّ لا محالة أو حقاً.

(23) وَأَخْبَتُواْ إِلَى‏ رَبِّهِمْ: اطمأنوا وخشعوا أو تضرّعوا واستسلموا.

(27) الْمَلَأُ: الأشراف والرؤساء.
    - أَرَاذِلُنَا: أخسَّاؤنا الذين لا مال لهم ولا جاه.
    - بَادِيَ الرَّأْيِ: أصحاب الرأي البسيط دون تفكّر وتثبّت.

(28) أَرَأَيْتُمْ: أخبروني.
    - فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ: خفيت عليكم لقلة تدبّركم فيها.
    - أنُلْزِمُكُمُوهَا: أنُجبركم على قبولها.

(34) أَن يُغْوِيَكُمْ: بأن علم منكم الإصرار على الكفر فخلاكم وشأنكم.

(37) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا: واصنع السفينة بمرأى منَّا وبأمرنا، فصنعها نوح وكان طولها ألفاً ومئتي ذراع وعرضها ستمئة ذراع.

(38) سَخِرُواْ مِنْهُ: استهزؤوا به لعمله السفينة في بريَّة بعيدة من الماء، وكانوا يقولون يا نوح: صرت نجَّاراً بعد النبوة؟

(39) وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ: ينزل به عذاب دائم.

(40) وَفَارَ التَّنُّورُ: نبع الماء بشدة من تنور الخبز.
    - إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ: سبق عليه حكمنا بالهلاك (زوجة نوح وابنه كنعان).
    - وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَليلٌ: آمن بنوح ثمانون شخصاً وقيل أقلُّ من ذلك، وكان فيهم بنوه الثلاثة (سام وحام ويافث).

(41) مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا: وقت إجرائها ووقت إرسائها وثبوتها، فكانوا إذا أرادوا أن تجري السفينة قالوا: بسم الله مجراها فتجري، وإذا أرادوا أن تقف السفينة قالوا: بسم الله مرساها.

(44) وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي: أمسكي عن المطر.
    - وَغِيضَ الْماءُ: نقص وذهب عن وجه الأرض.
   - وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ: استقرَّت السفينة عل جبل الجودي بعد الموصل إلی جبال تركيا، وذلك بعد ستة أشهر (من العاشر من شهر رجب حتى العاشر من شهر محرم) وطافت السفينة نقاطاً متعددة من الأرض، ومنها مكّة وحول الكعبة.

(50) وَإِلَى‏ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً: وإلی قوم عاد أرسلنا أخاهم هوداً، والعرب يطلقون كلمة (أخ) على جميع أفراد القبيلة لانتسابهم إلى أصل واحد، أو أنّ هذا التعبير يشير إلى أنّ معاملة هود لهم كانت أخوية.

(52) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً: يرسل المطر عليكم متتابعاً، ومدراراً صيغة مبالغة مشتقة من (درّ) وهو انصباب الحليب من الثدي ثمَّ استعمل في انصباب المطر.

(54) اعْتَرَاكَ: أصابك.
    - بِسُوءٍ: بجنون.

(55) فَكِيدُونِي: فاحتالوا في إنزال مكروه بي.
    - لاَ تُنْظِرُونِ: لا تمهلون.

(56) آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا: مالكها وقاهرها. والناصية في اللغة معناها الشعر المسترسل علی الجبهة، وأخذ بناصية فلان كناية عن القهر والتَّسلط عليه.

(58) عَذَابٍ غَلِيظٍ: عذاب شديد وثقيل وهو الريح التي أهلكت عاد.

(59) جَبَّارٍ عَنِيدٍ: الجبَّار هو من يجبر الآخرين علی إطاعته ويتكبَّر عليهم، والعنيد هو المعاند للحق والحقيقة.

(60) بُعْداً لِعَادٍ: أي أبعدهم الله من رحمته، وقوم عاد كانوا أقوياء وكانت لهم مدن عامرة في الأحقاف بين الحجاز واليمن.

(61) وَإِلى‏ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً: وإلی قوم ثمود أرسلنا أخاهم صالحاً، وقوم صالح كانوا يعيشون في وادي بين المدينة والشام.
    - أَنْشَأَكُمْ: ابتدأ خلقكم.

(61) وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا: [76] جعلكم عمَّار الأرض وسكَّانها.
    - مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا: نرجو منك الخير.

(62) مُرِيبٍ: موجب للريبة والتهمة.

(64) هذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً: أخرجها الله لقوم صالح من جوف صخرة وهي حامل وكانت تشرب يوماً جميع الماء فتنفرد به ولا ترد الماء معها دابّة وهذا أعظم آية ومعجزة.

(65) فَعَقَرُوهَا: فنحروها، وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالخطاب لرضاهم بعمله.

(67) الصَّيْحَةُ: صيحة جبرئيل (ع).
    - جَاثِمِينَ: ميتين واقعين على وجوههم، أو جالسين على ركبهم، وكانت الصيحة السَّماوية (الصاعقة) هي السبب في موتهم.

(68) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا: كأن لم يقيموا في الأرض، أي: لم يكونوا من سكنتها.

(69) جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى: الرسل هم الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، وجاؤوا بصورة البشر لإبراهيم (عليه السلام) وبشَّروه بولادة إسماعيل وإسحاق (عليهما السلام)، وقيل كانت البشارة بهلاك قوم لوط (عليه السلام)، ونزول العذاب عليهم.
    - بِعِجْلٍ حَنِيذٍ: عجل مشوي،  لأنَّه توهم أنَّهم ضيوف.

(70) نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خيفَةً: أنكرهم وأضمر في قلبه وأحس بالخوف من ضيوفه لأنَّ الضيف إذا لم يأكل من طعام صاحبه معناه أنه يريد السوء به.

(71) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ: هذا الضحك من سارة بنت هاران وهي ابنة عمِّ إبراهيم أو ابنة خالته، يحتمل أن يكون لاطلاعها على قرب نزول العذاب علی قوم لوط (عليه السلام). ويحتمل أيضا أنّ ضحكها لسرورها بالبشارة بالولد.

(72) يَا وَيْلَتَى‏ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ: حين بشرت سارة بالولد كان عمرها تسعين عاماً أو أكثر، وزوجها إبراهيم (عليه السّلام) كان عمره مئة عام أو أكثر، ولذا تعجَّبت من هذه البشارة.

(73) مَجِيدٌ: كثير الخير والإحسان.

(75) لَحَلِيمٌ: غير عجول على من أساء إليه بالانتقام.
    - أَوَّاهٌ: كثير الدعاء، كثير التأوّه.
    - مُنِيبٌ: راجع الى الله.

(77) جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً [77].: الرسل هم الملائكة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، وجاؤوا بصورة البشر لإنزال العذاب علی قوم لوط.
    - سِي‏ءَ بِهِمْ: ساء لوط مجيء الرسل.
    - وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً: وضاق صدر لوط بمجيء الرسل لأنَّهم جاؤوا بصورة بشر وهم حسان الوجوه فخشي عليهم من قومه.
    - عَصِيبٌ: شديد.

(78) يُهْرَعُونَ: يسرعون في المشي لطلب الفاحشة: اللواط.
    - رَشِيدٌ: رجل أصاب الرشد فينهى عن منكر قوم لوط.

(80) آوِي إِلَى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ: أنضمّ إلى عشيرة منيعة تنصرني.

(81) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ: سر بأهلك.
    - بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ: في ظلمة الليل.

(82) جَعَلْنا عالِيَها سَافِلَها: قلبنا القرية أسفلها أعلاها.

(82) سِجِّيلٍ: طين متحجر.
    - مَنْضُودٍ: ينزل متراكماً بعضه فوق بعض.

(83) مُسَوَّمَةً: معلمة للعذاب.

(84) وَإِلَى‏ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً: « مدين » اسم لمدينة خطيب الأنبياء شعيب وقبيلته، وتقع شرق خليج العقبة، ويطلق اليوم على مدينة « مدين » اسم « معان »، في الحدود الأردنية من جهة الحجاز، وأهلها من أبناء إسماعيل (عليه السلام)، وكانوا يتاجرون مع أهل مصر ولبنان وفلسطين فكانوا ينقصون المكيال والميزان.
    - يَوْمٍ مُحِيطٍ: مهلك تحيط به الأهوال.

(85) وَلاَ تَبْخَسُواْ: ولا تنقصوا.
   - وَلاَ تَعْثَوْاْ: ولا تفسدوا أشد الإفساد.

(86) بَقِيَّتُ اللَّهِ: رزقه الباقي الحلال ولو كان قليلاً هو خير لكم.
    - بِحَفِيظٍ: رقيب أحفظ أعمالكم أو أجازيكم.

(88) أَرَأَيْتُمْ: أخبروني.
    - أُنِيبُ: أرجع.

(89) لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي: لا يكسبنكم خلافي ومعاداتي.

(91) وَلَوْلا رَهْطُكَ: ولولا عشيرتك.

(92) وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً: جعلتموني كالمنسي المنبوذ وراء الظهر.

(93) اعْمَلُواْ عَلَى‏ مَكَانَتِكُمْ: اعملوا على حالتكم.
    - وَارْتَقِبُواْ: انتظروا عاقبة أمركم.

(95) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا: كأن لم يقيموا فيها أحياء.
   - أَلاَ بُعْداً لِمَدْيَنَ: أي أبعد الله من رحمته أهل مدين كما أبعد قوم ثمود من رحمته.


[76] كلمة الاستعمار مع جمالها الخاص وجذّابيتها التي تعني العمران، أصبحت في عصرنا تعطي معنى معاكساً لمفهوم القرآن تماماً، فإنّ معنى « الاستعمار » في عصرنا ومفهومه الواقعي هو « استيلاء الدول العظمى السياسية والصناعية على الأمم المستضعفة قليلة القدرة، بحيث تكون نتيجة هذا الاستيلاء وهذه الغارة امتصاص دمائهم وسلب خيراتهم ». (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 580).

[77] كان النبي لوط (عليه السلام) من كلدان في أرض بابل ومن الأولين ممن آمن بإبراهيم (عليه السلام) ونزل معه إلى مدينة سدوم من بلاد فلسطين وكان أهل المدينة يعبدون الأصنام، ويأتون بالفاحشة: اللواط.


 

 

(17)- جاء في تفسير البرهان عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: « الذي على بينّة من ربّه رسول الله، والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين (عليه السلام) ثمّ أوصياؤه واحد بعد واحد » [78].

(46)- جاء في تفسير الصَّافي عن علي بن موسى (عليه السلام) أنّه سأل بعض أصحابه يوماً: كيف يفسِّر الناس هذه الآية:﴿ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾؟ فأجابه أحد الحاضرين: إنّهم يعتقدون أنَّ كنعان لم يكن الابن الحقيقي لنوح، فقال الإمام: « كلّا لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصى الله نفاه عن أبيه، كذا من كان منّا لم يطع الله فليس منّا » [79].

(65)- جاء في نهج البلاغة، عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): « وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا » [80]. وروى جابر بن عبدالله الأنصاري أنَّ رسول الله (ص) لمَّا نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس وقال: « يا أيها الناس لا تسألوا نبيَّكم الآيات فهؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم الناقة وكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وُرُودها ويحلبون من لبنها مثل الذي كانت تشرب من مائهم يوم غِبها فعتوا عن أمر ربهم ﴿ فَقالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وكان وعداً من الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحة » [81].

(77)- جاء في مجمع البيان عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « جاءت الملائكة لوطاً وهو في زراعة قرب القرية فسلموا عليه ورأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض وعمائم بيض، فقال لهم المنزل فتقدمهم ومشوا خلفه فقال في نفسه: أي شي‏ء صنعت آتي بهم قومي وأنا أعرفهم فالتفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شراراً من خلق الله، وكان قد قال الله لجبرائيل: لا تهلكهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات، فقال جبرائيل (عليه السلام): هذه اثنتان ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال: إنكم لتأتون شراراً من خلق الله فقال جبرائيل: هذه الثالثة، ثم دخل ودخلوا معه حتى منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا، فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون » [82].

(80)- جاء في مجمع البيان عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « قال جبرائيل لو يعلم أي قوة له (للوط)، قال: فكابروه حتى دخلوا البيت، فصاح به جبرائيل أن يا لوط دعهم يدخلوا، فلما دخلوا أهوى جبرائيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قوله ﴿ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُم [83].


[78] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 498، نقلاً عن تفسير البرهان.

[79] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 551، نقلاً عن تفسير الصَّافي.

[80] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ‏6: 585، نقلاً عن نهج البلاغة،  كلام رقم 20.

[81] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏5: 26.

[82] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏5: 279.

[83] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏5: 280.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- علی أيِّ جبل استوت واستقرَّت سفينة نوح؟

 2- أين كانت تسكن قبيلة عاد ومن هو نبيَّهم؟

 3- أين كانت تقطن قبيلة ثمود ومن هو نبيَّهم؟

 4- في أيِّ بلاد ومدينة كانت دعوة نبي الله لوط؟

 5- بأيِّ شيء هلك قوم نوح وعاد وثمود ولوط؟