ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة السابعة


 

سورة الكهف
معاني المفردات
التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية

 

 

 (آياتها 110).

في رحاب أصحاب الكهف، موسی والخضر، وذو القرنين: 

سورة الكهف مكية وآياتها مئة وعشر آيات (110)، وورد في فضلها عن الإمام الصادق (عليه السلام): « من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة لم يمت إلّا شهيداً، ويبعثه مع الشُّهداء، ووقف يوم القيامة مع الشُّهداء » [112].

وتتحدَّث السُّورة عن ثلاث قصص، قصَّة أصحاب الكهف (عليهم السلام)، ثمَّ قصَّة النبي موسی (عليه السلام) والخضر وتتلوهما قصَّة ذي القرنين، وقد اخترنا السورة بكاملها للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها وقصصها في الليلة السابعة من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك.


[112] مجمع البيان 6: 690 و692.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً
(1) قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً (12) نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُواْ إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُواْ بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُواْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (19) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُواْ إِذاً أَبَداً (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً (24) وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَاْ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) وَعُرِضُواْ عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لِآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّواْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُواْ آيَاتِي وَمَا أُنذِرُواْ هُزُواً (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُواْ إِذاً أَبَداً (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً (59) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً (64) فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (70) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (73) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً (74) قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً (76) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً (82) وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُواْ يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُواْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَاتَّخَذُواْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)

 

 

(2) قَيِّماً: معتدلاً مستقيماً مستوياً.
   - بَأْساً: عذاباً.

(6) بَاخِعٌ نَفْسَكَ: مهلك وقاتل نفسك.

(8) صَعِيداً: أرضاً مستوية.
   - جُرُزاً: أرضاً لا نبات فيها.

(9) وَالرَّقِيمِ: الرقيم لوح من رصاص رقم فيه حديثهم وأسماؤهم.

(10) أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ: التجأوا إلی الكهف حفظاً علی إيمانهم من الملك الكافر دقيانوس الذي كان يحكم مدينتهم أفسوس، والفتية كانوا علی دين المسيح.
    - رَشَداً: نكون به راشدين مهتدين.

(11) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ: أنَمْنَاهُم نوماً ثقيلاً بحيث لا يسمعون.

(12) الْحِزْبَيْنِ: المؤمنين والكافرين.
    - أَمَداً: مدة.

(14) شَطَطاً: مجاوزاً للحق، والشطط الخروج عن الحد.

(16) فَأْوُواْ: الجؤوا.
    - يُهَيِّئْ: يسهّل.
    - مِرْفَقاً: ما ترتفقون به أي: تنتفعون به في عيشكم.

(17) تَزاوَرُ: تميل وقت طلوعها عن كهفهم إلی جهة اليمين.
    - تَقْرِضُهُمْ: تتجاوزهم وتميل عنهم.
    - فَجْوَةٍ مِّنْهُ: متسع من الكهف.

(18) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ: لأنَّهم مفتَّحو العيون.
    - وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ: لأنَّهم لو لم ينقلبوا لأكلتهم الأرض.
    - بَاسِطٌ: ماد.
    - بِالْوَصِيدِ: بفناء الكهف.

(19) بِوَرِقِكُمْ: الدراهم الفضية.
    - أَزْكَى: ‏ أطهر وأحل.
    - وَلْيَتَلَطَّفْ: ليدقق ويتخفى حتى لا يُعْرَف.

(20) يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ: يطّلعوا ويعلموا بمكانكم.
    - يَرْجُمُوكُمْ: يقتلوكم بالرجم.

(21) أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ: أطلَعنا عليهم أهل المدينة.

(22) فَلا تُمَارِ فِيهِمْ: فلا تجادل الخائضين في عددهم.

(26) أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ: هذا لفظ التعجب ومعناه: ما أبصره وما سمعه.

(27) مُلْتَحَداً: ملجأ.

(28) بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ: الصباح والمساء أو في مجامع أوقاتهم.
    - وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ: لا تصرف وتتجاوز عيناك عنهم.
    - فُرُطاً: إفراطاً وتجاوزاً عن الحد.

(29) سُرَادِقُهَا: حائط من نار يحيط بهم.
    - كَالْمُهْلِ: كالمذاب من المعادن كالرصاص والنحاس أو كالزيت المغلي.
    - وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً: ساءت النار متكأ.

(31) عَدْنٍ: إقامة وخلود.
    - سُنْدُسٍ: رقيق الديباج، الحرير.
    - وَإِسْتَبْرَقٍ: غليظ الديباج.
    - الْأَرَائِكِ: السرر بالحجال، ذات عجلات.

(32) جَنَّتَيْنِ: بستانين.
    - وَحَفَفْنَاهُمَا: أحطناهما.

(34) وَأَعَزُّ نَفَراً: أعواناً وعشيرة وسمی العشيرة نفراً لأنهم ينفرون معه في حوائجه.

(36) مُنْقَلَباً: مرجعاً وعاقبة.

(37) سَوَّاكَ: صيّرك، جعلك.

(38) لكِنَّاْ: لكن أنا أقول.

(40) حُسْبَاناً: عذاباً كالصواعق.
    - صَعِيداً زَلَقاً: أرضاً مستوية لا نبات فيها وملساء تزل بها القدم.

(41) مَاؤُهَا غَوْراً: غائراً ذاهباً في باطن الأرض.

(42) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ: أهلك ثمره.
    - يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ: كناية عن التأسف والحسرة.
    - خَاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِهَا: خالية قد سقط بعضها فوق بعض.

(44) وَخَيْرٌ عُقْباً: أحسن عاقبة لأوليائه.

(45) هَشِيماً: مكسَّراً مفتتاً.
    - تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ: تفرقه وتنسفه لخفته.

(46) وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ: العبادات وأعمال الخير التي يبقى ثوابها أبداً.

(47) بَارِزَةً: ظاهرة.

(48) فَلَمْ نُغَادِرْ: فلم نترك.

(49) مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ: خائفين مما فيه من الأعمال السيئة.
    - يا وَيْلَتَنَا: هلكنا.

(50) فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ: خرج عن طاعة ربه.

(51) عَضُداً: أعواناً.

(52) مَّوْبِقاً: مهلكاً.

(53) مُّواقِعُوهَا: داخلون فيها وواقعون في عذابها.
    - مَصْرِفاً: موضعاً ينصرفوا إليه.

(54) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا: لقد بينّا.

(55) سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ: طريقة الله التي أجراها على الأمم السابقة.
    - قُبُلًا: عياناً ومقابلة.

(56) لِيُدْحِضُواْ: ليبطلوا ويزيلوا.

(57) أَكِنَّةً: أغطية ساترة.
    - وَقْراً: ثقلاً وصمماً.

(58) مَوْئِلًا: ملجأ ومنجى.

(59) وَتِلْكَ الْقُرَى‏ أَهْلَكْنَاهُمْ: قری عاد وثمود وغيرهم.

(60) لِفَتَاهُ: ليوشع بن نون بن أفراثيم بن النبي يوسف.
    - لاَ أَبْرَحُ: لا أزال أسير.
    - مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ: ملتقى بحر فارس والروم.
    - أَمْضِيَ حُقُباً: أسير دهراً طويلاً.

(61) حُوتَهُمَا: سمكهما.
    - سَرَباً: مسلكاً، طريقاً يذهب فيه.

(62) فَلَمَّا جَاوَزَا: فلما تعديا مجمع البحرين.
    - نَصَباً: تعباً وشدة.

(63) أَوَيْنَا: التجأنا.

(64) نَبْغِ: نطلب.

(65) وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا: من عندنا.

(66) رُشْداً: علماً ذا رشد وصواب.

(71) شَيْئاً إِمْراً: منكراً عظيماً.

(73) وَلاَ تُرْهِقْنِي: لا تكلفني ولا تحملني.
    - عُسْراً: صعوبة ومشقَّة.

(74) نَفْساً زَكِيَّةً: طاهرة من الذنوب.
    - نُكْراً: منكراً.

(77) أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ: أنطاكية وقيل إيلة.
    - يَنْقَضَّ: أشرف علی أن يسقط وينهدم.

(79) وَكَانَ وَرَاءَهُم: أمامهم أو خلفهم ورجوعهم عليه.

(80) يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً: باتِّباعهما له وذلك لحبهما ابنهما.

(81) زَكاةً: طهارة من الذنب.
    - وَأَقْرَبَ رُحْماً: أقرب رحمة وعطفاً على والديه.

(82) يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا: يبلغا رشدهما وكمال عقلهما.

(83) ذِي الْقَرْنَيْنِ: عبداً صالحاً أحب الله فأحبه، أو كان من الملوك الصالحين.

(84) مَكَّنَّا لَهُ: بسطنا يده وملكناه.
    - سَبَباً: طريقاً يوصله إلى مراده من العلم والقدرة والآلة.

(85) فَأَتْبَعَ سَبَباً: فاتخذ طريقاً نحو المغرب.

(86) عَيْنٍ حَمِئَةٍ: الحمأ الطين الأسود: أي تغرب عند شاطئ بحر ساحله طين أسود. كما أنَّ من كان في البَّر يراها كأنَّها تغرب في الأرض الملساء.

(87) نُكْراً: منكراً غير معهود.

(90) مَطْلِعَ الشَّمْسِ: يعني الموضع الذي تطلع الشمس عليه أولاً من الأرض.
    - دُونِهَا سِتْراً: لم يكن بأرضهم جبل ولا شجر ولا بناء ولا كهوف يتستروا بها.

(93) بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ: وصل ذو القرنين إلی الجبلين اللذين جعل الردم بينهما وهو الحاجز بين يأجوج ومأجوج.
    - يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ: قبيلتان من ولد يافث بن نوح أبي الترك. وأصلهما قبيلتا: ياهونك ماهونك من أتراك الصين.

(95) رَدْماً: حاجزاً حصيناً.

(96) زُبَرَ الْحَدِيدِ: قطع الحديد.
    - الصَّدَفَيْنِ: جانبي الجبلين.
    - قِطْراً: نحاساً مذاباً.

(97) أَن يَظْهَرُوهُ: أن يعلوه ويصدوه يقال: ظهرت السطح إذا علوته.
    - نَقْباً: خرقاً.

(98) جَعَلَهُ دَكَّاءَ: جعل السد أرضاً مستوية.

(99) يَمُوجُ: يضطرب ويختلط بعضهم ببعض.
    - وَنُفِخَ فِي الصُّورِ: النفخة الثانية، والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل.

(105) فَحَبِطَتْ: بطلت وضاعت.

(106) هُزُواً: مهزوءاً بهما.

(107) الْفِرْدَوْسِ: أطيب موضع في الجنّة وأوسطها.

(108) حِوَلاً: تحولاً وانتقالاً.

(109) مِدَاداً: المادة التي يكتب بها كالحبر.
      - لَنَفِدَ الْبَحْرُ: لفرغ البحر وانتهى.
      - مَدَداً: عوناً وزيادة.

 

 

(9)- جاء في تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « كان سبب نزول سورة الكهف أنَّ قريشاً بعثوا ثلاثة نفر إلى نجران: النضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط والعاص بن وائل السهمي ليتعلموا من اليهود مسائل يسألونها رسول الله (ص)، فخرجوا إلى نجران إلى علماء اليهود فسألوهم فقالوا: إسألوه عن ثلاث مسائل فإن أجابكم فيها على ما عندنا فهو صادق ثم اسألوه عن مسألة واحدة فإن ادعى علمها فهو كاذب.

قالوا: وما هذه المسائل؟ قالوا: سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا، كم بقوا في نومهم حتى انتبهوا؟ وكم كان عددهم؟ وأي شي‏ء كان معهم من غيرهم؟ وما كان قصتهم؟ وسلوه عن موسى حين أمره الله أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو؟ وكيف تبعه؟ وما كان قصته معه؟ وسلوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتى بلغ سد يأجوج ومأجوج من هو؟ وكيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه المسائل الثلاث، وقالوا لهم: إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق، وإن أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه.

قالوا: فما المسألة الرابعة؟ قالوا: سلوه متى تقوم الساعة؟ فإن ادعى علمها فهو كاذب، فإنَّ قيام الساعة لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى. فرجعوا إلى مكة واجتمعوا إلى أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه، ونحن نسأله عن مسائل فإن أجابنا عنها علمنا أنَّه صادق وإن لم يخبرنا علمنا أنَّه كاذب. فقال أبو طالب: سلوه عمَّا بدا لكم، فسألوه عن الثلاث المسائل فقال رسول الله (ص) غداً أخبركم ولم يستثن، فاحتبس الوحي عنه أربعين يوماً حتى اغتم النبي (ص) وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به، وفرحت قريش واستهزؤوا وآذوا، وحزن أبو طالب. فلمَّا كان بعد أربعين يوماً نزل عليه سورة الكهف، فقال رسول الله (ص): يا جبرئيل لقد أبطأت، فقال: إنَّا لا نقدر أن ننزل إلا بإذن الله، فأنزل الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ﴾، ثمَّ قصَّ قصتهم فقال: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ﴾. قال: فقال الصادق (عليه السلام): إنَّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات، وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله، وكان هؤلاء قوماً مؤمنين يعبدون الله عزّ وجلّ، ووكل الملك بباب المدينة ولم يدع أحداً يخرج حتى يسجد للأصنام فخرجوا هؤلاء بِعِلَّة الصيد وذلك أنَّهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب وخرج معهم.

قال (عليه السلام): فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هرباً من دين ذلك الملك فلما أمسوا دخلوا إلى ذلك الكهف والكلب معهم فألقى الله عليهم النعاس كما قال الله: ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ﴾ فناموا حتى أهلك الله ذلك الملك وأهل المدينة وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون.

ثم انتبهوا فقال بعضهم لبعض: كم نمنا هاهنا؟ فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوماً أو بعض يوم ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذه الورق وأدخل المدينة متنكِّراً لا يعرفونك فاشتر لنا طعاماً فإنَّهم إن علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم. فجاء ذلك الرجل فرأى مدينة بخلاف التي عهدها، ورأى قوماً بخلاف أولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته ولم يعرف لغتهم. فقالوا له: من أنت؟ ومن أين جئت؟ فأخبرهم، فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتى وقفوا على باب الكهف وأقبلوا يتطلعون فيه، فقال بعضهم: هؤلاء ثلاثة رابعهم كلبهم، وقال بعضهم: خمسة سادسهم كلبهم، وقال بعضهم: سبعة وثامنهم كلبهم. وحجبهم الله بحجاب من الرّعب فلم يكن يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فإنَّه لمّا دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكونوا أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم أنَّهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، وأنَّهم آية للناس فبكوا وسألوا الله أن يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا.

ثم قال الملك: ينبغي أن نبني هاهنا مسجداً نزوره فإن هؤلاء قوم مؤمنون. فلهم في كل سنة تقلبان ينامون ستة أشهر على جنوبهم اليمنى وستة أشهر على جنوبهم اليسرى والكلب معهم باسط ذراعيه بفناء الكهف وذلك قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ... ﴾ إلى آخر الآيات [113].

(10)- جاء في تفسير العياشي عن سليمان بن جعفر الهمداني قال: قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام): « يا سليمان من الفتى؟ فقلت له؟ جعلت فداك الفتى عندنا الشاب. قال لي: أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولاً، فسماهم الله فتية بإيمانهم يا سليمان من آمن بالله واتقى فهو الفتى » [114].

(25)- جاء في تفسير مجمع البيان أنَّ يهودياً سأل عليًّا بن أبي طالب (عليه السلام) عن مدة لبثهم (أصحاب الكهف) فأخبر بما في القرآن فقال: إنَّا نجد في كتابنا ثلاثمئة، فقال (عليه السلام): « ذاك بِسِنِيِّ الشمس وهذا بِسِنِيِّ القمر » [115].

(39)-  جاء في تفسير مجمع البيان عن الصادق (عليه السلام) قال: « عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله سبحانه: ﴿ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ فإني سمعت الله يقول بعقبها: ﴿ فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾، وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ لاَ إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فإني سمعت الله سبحانه يقول بعقبها: ﴿ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾، وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ فإنِّي سمعت الله عزّ وجلّ يقول بعقبها: ﴿ فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ ﴾، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ﴾ فإنِّي سمعت الله يقول بعقبها: ﴿ فَعَسَى‏ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِن جَنَّتِكَ ﴾ وعسى موجبة » [116].

(46)- جاء في تفسير مجمع البيان عن النبي (ص) أنَّه قال: « إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه وعن العدو أن تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن من الباقيات الصالحات فقولوها. وقيل: هي الصلوات الخمس، روي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام)، روي عنه أيضاً أن من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلاة الليل. وفي كتاب ابن عقدة أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال للحصين بن عبد الرحمن: « يا حصين لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات، قال: يا ابن رسول الله ما استصغرها ولكن أحمد الله عليها » [117].

(65) جاء في تفسير البرهان عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في حديث: أنَّ موسى لمَّا كلَّمه الله تكليماً، وأنزل عليه التوراة، وكتب له في الألواح من كل شي‏ء موعظة وتفصيلاً لكل شي‏ء، وجعل آية في يده وعصاه، وفي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر وغرق الله فرعون وجنوده عملت البشرية فيه حتى قال في نفسه: ما أرى الله عزّ وجلّ خلق خلقاً أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل: أدرك عبدي قبل أن يهلك، وقل له: أنَّ عند ملتقى البحرين رجلاً عابداً فاتبعه وتعلم منه. فهبط جبرئيل على موسى بما أمره به ربه عزّ وجلّ فعلم موسى أنَّ ذلك لما حدثته به نفسه فمضى هو وفتاه يوشع بن نون حتى انتهيا إلى ملتقى البحرين فوجدا هناك الخضر يعبد الله عزّ وجلّ كما قال الله في كتابه: ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْماً ﴾ ... الحديث [118].

(82)-  في الدر المنثور عن البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا ﴾ قال: « كان لوحاً من ذهب مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجباً لمن يذكر أن الموت حق كيف يفرح؟ وعجباً لمن يذكر أنَّ النار حق كيف يضحك؟ وعجباً لمن يذكر أنَّ القدر حق كيف يحزن؟ وعجباً لمن يرى الدنيا وتصرفها بأهلها حالاً بعد حال كيف يطمئن إليها؟ » [119].

وجاء في تفسير العياشي عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: « إنَّ الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله. ثم ذكر الغلامين فقال: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾ ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما؟ وأيضاً في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليه السلام) أنَّ النبي (ص) قال: إن الله ليخلف العبد الصالح بعد موته في أهله وماله وإن كان أهله أهل سوء ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً [120].

(110)- جاء في تفسير مجمع البيان أنَّ أبا الحسن الرضا (عليه السلام) دخل يوماً على المأمون فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال (عليه السلام): « لا تشرك بعبادة ربك أحداً » فصرف المأمون الغلام وتولى إتمام وضوئه بنفسه. وقال أبو عبد الله (عليه السلام): « ما من أحد يقرأ آخر الكهف عند النوم إلا يتيقظ في الساعة التي يريدها » [121].

وجاء في تفسير الدر المنثور قال رسول الله (ص): « إنَّ ربَّكم يقول: أنا خير شريك فمن أشرك معي في عمله أحداً من خلقي تركت العمل كله له، ولم أقبل إلا ما كان لي خالصاً، ثمَّ قرأ النبي (ص): ﴿ فَمَنْ كانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً . وجاء في تفسير الدر المنثور أيضاً قال رسول الله (ص): « لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم » [122].

وعن رسول الله(ص): « من قرأ ﴿ قُلْ إِنَّما أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ... الآية ﴾، حين يأخذ مضجعه كان له في مضجعه نور يتلألأ إلى الكعبة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه فإن كان في مكة فتلاها كان له نوراً يتلألأ إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ » [123].


[113] الميزان في تفسير القرآن ‏13: 279، نقلاً عن تفسير القمي.

[114] الميزان في تفسير القرآن ‏13: 284، نقلاً عن تفسير العياشي.‏

[115] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏6: 71.

[116] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏6: 729.

[117] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏6: 732.

[118] الميزان في تفسير القرآن ‏13: 354، نقلاً تفسير البرهان.‏

[119] الميزان في تفسير القرآن ‏13: 358، نقلاً عن تفسير الدر المنثور.

[120] الميزان في تفسير القرآن ‏13: 358، نقلاً عن تفسير العياشي.‏

[121] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏6: 771.

[122] الميزان في تفسير القرآن 13: 407، نقلاً عن تفسير الدر المنثور.

[123] مجمع البيان 6: 690 و692.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- اذكر معاني الكلمات التالية: صَعِيداً، جُرُزاً، شَطَطاً.

 2- كم كان عدد أصحاب الكهف؟ وكم لبثوا في كهفهم؟

 3- ما اسم المدينة التي كان يحكمها الملك دقيانوس؟

 4- هل كان ذو القرنين نبياً أم كان عبداً صالحاً؟

 5- ما هي آثار قرآءة آخر آية من سورة الكهف؟