ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة التاسعة والعشرين


 

سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق
معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات
التفسير الروائي     التفسير الروائي التفسير الروائي التفسير الروائي التفسير الروائي التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية

 

 

سورة الفجر


مكية وآياتها: (ثلاثون).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنَّها سورة الحسين بن علي (عليه السلام) من قرأها كان مع الحسين بن علي (عليه السلام) يوم القيامة في درجته من الجنة » [36].


[36] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 730.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالْفَجْرِ
(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُواْ الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْاْ فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُواْ فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)

 

(1) وَالْفَجْرِ:  أقسم بفجر النَّهار.

(2) وَلَيالٍ عَشْرٍ: هي الليالي الأولى من ذي الحجة أو العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

(3) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ: الزَّوج والفرد من العدد، أو شفع الصلاة ووترها في آخر الليل.

(4) يَسْرِ: ينقضي ويمضي بظلامه.

(5) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ: هل فيما ذكر من الأقسام مقنع لذي عقل.

(6) بِعَادٍ: قوم نبي هود، وكانوا يسكنون الأحقاف بين الحجاز واليمن.

(7) إِرَمَ: إسم لقبيلة.
    - ذاتِ الْعِمادِ: الأجسام الطوال أو الأبنية المحكمة بالعمد.

(9) جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ: وثمود قطعوا الصخرة وبنوه بيوتاً لهم.

(10) ذِي الْأَوْتادِ: الجيوش أو المباني كالأهرام أو أوتاد التعذيب.

(13) سَوْطَ عَذَابٍ: عذاباً مؤلماً دائماً.

(14) لَبِالْمِرْصَادِ: رقيب يرصد الأعمال فلا يفوته شي‏ء.

(15) ابْتَلاَهُ: إختبره بالغنى.
    - رَبِّي أَكْرَمَنِ: يقول ربي أعطاني هذا لكرامتي عليه ومنزلتي لديه.

(16) فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ: ضيقه وقتره.

(18) وَلاَ تَحَاضُّونَ: لا يحث بعضكم بعضاً على إطعام المساكين.

(19) التُّرَاثَ: الميراث.
    - أَكْلًا لَّمَّا: ذا لم أي: جمع لجمعهم نصيب النساء والصبيان مع نصيبهم.

(20) حُبّاً جَمَّاً: حبّاً كثيراً.

(21) دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكَّاً دَكَّاً: كسرت وفتت وزلزلت.

(22) وَجَاءَ رَبُّكَ: جاء أمر ربك أو آيات قدرته.

(23) يَتَذَكَّرُ: يتعظ ويعتبر أو يتذكر سيئاته.
    - وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى‏: ومن أين له منفعة الذكرى والتوبة.

(24) قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي: لحياته الأخروية الخالدة.

(26) وَلاَ يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ: لا يعذب أحد مثل تعذيبه.

 

(1)- قيل الشفع والوتر الصلاة، منها شفع ومنها وتر، وهي رواية عن ابن حصين عن النبي (ص)، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وهي رواية جابر عن النبي (ص) وقيل: الشفع يوم التروية والوتر يوم عرفة، وروي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام) وأبي عبد الله (عليه السلام) [37].

(10)- جاء في العلل بإسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ﴾ لأي شي‏ء سمي ذا الأوتاد؟ فقال (عليه السلام): « لأنَّه كان إذا عذَّب رجلاً بسطه على الأرض على وجهه ومدَّ يديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربَّما بسطه على خشب منبسط فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد ثمَّ تركه على حاله حتى يموت، فسمَّاه الله عزّ وجلّ فرعون ذا الأوتاد » [38].

(14)- جاء في المجمع عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: « المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد »[39].

(15)- جاء في العوالي عن الصادق (عليه السلام) في حديث في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ إنَّما ظنَّ بمعنى استيقن إنَّ الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ﴾ أي: ضيق عليه » [40].

(22)- جاء في العيون عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ فقال: « إنَّ الله سبحانه لا يوصف بالمجي‏ء والذِّهاب تعالى عن الإنتقال إنَّما يعني بذلك وجاء أمر ربك » [41].

(26)- جاء في الكافي عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: « لا والله إنَّه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك، فيقول ملك الموت: يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمداً لأنِّي أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، إفتح عينيك فانظر. قال: ويمَثَّل له رسول الله (ص) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) رفقاؤك. قال: فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته إرجعي إلى ربِّك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمداً وأهل بيته وادخلي جنتي، فما من شي‏ء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي » [42].


[37] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 286.

[38] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 286، نقلاً عن علل الشرايع.

[39] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 287، نقلاً عن المجمع.

[40] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 287، نقلاً عن العوالي.

[41] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 287، نقلاً عن العيون.

[42] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 287، نقلاً عن الكافي.


 

سورة البلد


مكية وآياتها: (عشرون).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من كان قراءته في الفريضة لا أقسم بهذا البلد كان في الدنيا معروفاً أنه من الصالحين وكان في الآخرة معروفاً أن له من الله مكاناً وكان من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين » [43].


[43] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 743.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
(1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ (20)

 

(1) لاَ أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ: أقسم بمكة المكرمة.

(2) وَأَنتَ حِلٌّ: أنت مقيم يا محمد بمكة.

(3) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ: آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم.

(4) فِي كَبَدٍ: في تعب وشدة ومشقة.

(6) أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً: أنفقت مالاً كثيراً، وهو الحرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف حيث قال: ذهب مالي  في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد.

(10) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ: بيّنا له طريق الخير وطريق الشر.

(11) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ: فلا جاهد نفسه في تخطي الطريق الصعب.

(14) يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ: ذي مجاعة، وروي عن النبي(ص): « من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان » [44].

(15) ذَا مَقْرَبَةٍ: قرابة في النسب.

(16) ذَا مَتْرَبَةٍ: قد لصق بالتراب لشدَّة فقره.

(18) الْمَيْمَنَةِ: اليمين.

(19) الْمَشْأَمَةِ: الشمال.

(20) مُّؤْصَدَةٌ: مطبقة، مغلقة أبوابها عليهم.


[44] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 751.


 

سورة الشمس


مكية وآياتها: (خمس عشرة).

فضل السُّورة: عن النبي (ص): « من قرأها فكأنَّما تصدق بكل شي‏ء طلعت عليه الشمس والقمر » [45].


[45] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 752.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)

 

(2) تَلاَهَا: تبعها واستمدَّ نوره منها.

(3) جَلَّاهَا: جلى الظلمة وكشفها أو أظهر الشمس.

(4) يَغْشَاهَا: يغطي ضوءها بظلامه.

(6) وَمَا طَحَاهَا: بسطها ليمكن التصرف بها.

(7) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا: المراد النفس الإنسانية، عدل خلقها.

(8) فَأَلْهَمَهَا: عرَّفها وأفهمها.

(9) زَكَّاهَا: طهَّرها ونماها.

(10) خَابَ مَن دَسَّاهَا: خسر من دنَّسها بالمعصية وهي نقيض زكَّاها.

(11) بِطَغْوَاهَا: بسبب طغيانها.

(12) انبَعَثَ أَشْقَاهَا: أسرع لعقر الناقة أشقاهم وهو أشقى الأولين [46].

(13) نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا: ذروا أو احذروا عقر الناقة ولا تقربوا شربها الخاص بها.

(14) فَدَمْدَم َ... فَسَوَّاهَا: أطبق عليهم بالعذاب فاستوت على صغيرهم وكبيرهم.


[46] واشقی الآخرين هو ابن ملجم قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام).(مجمع البيان ‏10: 756).


 

سورة الليل


مكية وآياتها: (إحدى وعشرون).

فضل السُّورة: عن النبي (ص) قال: « من قرأها أعطاه الله حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر » [47].


[47] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 757.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
(1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)

 

(1) يَغْشَى: يغطي الأشياء بظلمته.

(2) إِذَا تَجَلَّى: ظهر وانكشف.

(3) وَمَا خَلَقَ: أقسم بالذي خلق.

(4) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى: إن مساعيكم وأعمالكم لمختلفة.

(5) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى‏ وَاتَّقَى: هو أبو الدَّحداح.‏

(6) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى: ‏ صدق بملة الإسلام أو بالجنة والثواب.

(7) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى: ‏ نسهّل عليه فعل الطاعة.

(10) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى‏: المراد خذلانه وعدم توفيقه للأعمال الصالحة.

(11) إِذَا تَرَدَّى: إذا مات وهلك أو سقط في النار.

(14) تَلَظَّى: تتلهب وتتوقد.

(15) لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الْأَشْقَى: لا يدخلها إلاَّ الشقي الكافر.

(16) كَذَّبَ وَتَوَلَّى: كذب بآيات الله وأعرض عنهما.

(17) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى: سيبعد عنها المتقي.

(18) يُؤْتِي مَالَهُ: ينفقه في سبيل الله.

(19) تُجْزَى‏: تستحق الجزاء، تكافأ.

(20) ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ: طلب ثواب الله.

 

(1)- جاء في مجمع البيان عن ابن عباس أنَّ رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربَّما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم، فإن وجدها في فِي أحدهم أدخل إصبعه حتى يأخذ التمرة من فِيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي (ص) وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي (ص) إذهب، ولقي رسول الله (ص) صاحب النخلة فقال: « تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة » فقال له الرجل: إنَّ لي نخلاً كثيراً وما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها، قال: ثم ذهب الرجل، فقال رجل كان يسمع الكلام من رسول الله (ص): يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها؟ قال: نعم. فذهب الرجل ولقي صاحب النخلة فساومها منه، فقال له: أشعرت أنَّ محمداً أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت له يعجبني تمرها وإن لي نخلاً كثيراً فما فيه نخلة أعجب إلي تمرة منها، فقال له الآخر: أتريد بيعها، فقال: لا إلاَّ أن أعطى ما لا أظنه أعطى، قال: فما مناك؟ قال: أربعون نخلة، فقال الرجل: جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة، ثم سكت عنه، فقال له: أنا أعطيك أربعين نخلة، فقال له: أشهد إن كنت صادقاً، فمرَّ إلى أناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة، ثم ذهب إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول الله (ص) إلى صاحب الدار فقال له: النخلة لك ولعيالك فأنزل الله تعالى ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ السورة [48].


[48] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 760.


 

سورة الضحى


مكية وآياتها: (إحدى عشرة).

‏فضل السُّورة: عن النبي (ص) قال: « ومن قرأها كان ممن يرضاه الله ولمحمد (ص) أن يشفع له وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل » [49].


[49] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 760.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالضُّحَى
(1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

 

(1) وَالضُّحَى‏: أقسم بوقت ارتقاء الشمس.

(2) إِذَا سَجَى: ‏ إذا سكن واستقر ظلامه أو أهله.

(3) مَا وَدَّعَكَ: ما تركك وما قطع عنك الوحي.
    - وَمَا قَلَى: ‏ وما أبغضك.

(6) فَآوَى:‏ آواك وضمك إلى من يرعاك.

(7) ضَالّاً فَهَدَى: ‏ضالا عند قومك فهداهم لمعرفتك.

(8) عَائِلاً: فقيراً.
    - فَلاَ تَقْهَرْ: لا تغلبه على ماله لضعفه.

(10) فَلاَ تَنْهَرْ: لا تزجره وتطرده.

(11) فَحَدِّثْ: تحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك.

 

(1)- جاء في تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: « لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وألم تر كيف ولإيلاف قريش » [50].

(5)- جاء في مجمع البيان عن الصادق (عليه السلام) قال: « دخل رسول الله (ص) على فاطمة (عليها السلام) وعليها كساء من ثلة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله (ص) لما أبصرها فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة فقد أنزل الله علي ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [51].

(6)- جاء في تفسير البرهان عن ابن الجهم عن الرضا (عليه السلام) في مجلس المأمون قال: « قال الله تعالى لنبيه محمد (ص): ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ﴾» يقول: ألم يجدك وحيداً فآوى إليك الناس؟ ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالّاً ﴾ يعني عند قومك ﴿ فَهَدَى ﴾ أي هداهم إلى معرفتك؟ ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً؟ فقال المأمون: بارك الله فيك يا ابن رسول الله » [52].


[50] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 827، نقلاً عن تفسير العياشي.

[51] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 765.

[52] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 313، نقلاً عن البرهان.


 

سورة الشرح


مكية وآياتها: (ثمان).

فضل السُّورة: قال رسول الله (ص): « من قرأها أعطي من الأجر كمن لقي محمداً (ص) مغتماً ففرج عنه » [53].


[53] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 767.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
(1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

 

(1) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ: أفسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم وأزلنا عنه الضيق والحرج.

(2) وَوَضَعْنا عَنكَ وِزْرَكَ: حط عنك حملك الثقيل، والمراد بوضع وزره إنفاذ دعوته.

(3) أَنقَضَ ظَهْرَكَ: أي: أثقله.

(6) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً: مع الفقر سعة أو مع الشدة سهولة.

(7) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ: فإذا فرغت من الصلاة فاتعب نفسك في الدعاء.

(8) فَارْغَبْ: فتضرع إليه في المسألة.

 

(1)- جاء في مجمع البيان عن ابن عباس قال: « قال رسول الله (ص): لقد سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله قلت: أي ربِّ أنه قد كان أنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح ومنهم من كان يحيي الموتى؟ قال: فقال: ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ قال: قلت: بلى أي ربِّ. قال: ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال: قلت: بلى أي ربِّ » [54].

وعن ابن عباس قال سئل النبي (ص) فقيل: يا رسول الله أينشرح الصدر قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال: نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والإعداد للموت قبل نزول الموت » [55].

(4)- جاء في الدر المنثور عن رسول الله (ص) قال: « أتاني جبرائيل فقال: إنَّ ربك يقول: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي » [56].

(6)- جاء في مجمع البيان عن الحسن (ع): قال خرج النبي (ص) يوماً مسروراً فرحاً وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين » [57].

(7)-  جاء في مجمع البيان في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ معناه فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) [58].


[54] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 314.

[55] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 771.

[56] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 318.

[57] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 772.

[58] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 318، نقلاً عن مجمع البيان.


 

سورة التين


مكية وآياتها: (ثمان).

فضل السُّورة: عن النبي (ص): « من قرأها أعطاه الله خصلتين العافية واليقين ما دام في دار الدنيا فإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم ».  وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ والتين في فرائضه ونوافله أعطي من الجنة حيث يرضى » [59].


[59] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 774.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ
(1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)

 

(1) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ: الفاكهتين المعروفتين.

(2) وَطُورِ سِينِينَ: الجبل الذي كلَّم الله عليه موسى ويسمى طور سيناء.

(3) الْبَلَدِ الْأَمِينِ: مكة المكرمة.

(4) أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ: أعدل تقويم وأحسن صورة.

(5) رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ: رددناه إلى الهرم وأرذل العمر.

(6) غَيْرُ مَمْنُونٍ: غير مقطوع عنهم.

(7) بِالدِّينِ: بيوم الحساب.

(8) بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ: أقضى القاضين.

 

(1)- جاء في مجمع البيان عن النبي (ص) قال: « في التين لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه هي لأنَّ فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنَّها تقطع البواسير وتنفع من النقرس » [60].

(5)-  جاء في مجمع البيان عن أنس قال: قال رسول الله (ص): « المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتب لوالديه، فإن عمل سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه، فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم أمر الله الملكين اللذين معه يحفظانه ويسددانه، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام آمنه الله من البلايا الثلاث: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين خفف الله حسابه، فإذا بلغ ستين رزقه الإنابة إليه فيما يجب، فإذا بلغ سبعين أحبَّه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفَّعه في أهل بيته وكان اسمه أسير الله في الأرض، فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئاً كتب الله له بمثل ما كان يعمل في صحته من الخير وإن عمل سيئة لم تكتب عليه » [61].


[60] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 775.

[61] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 777.


 

سورة العلق


مكية وآياتها: (تسع عشرة).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ في يومه أو في ليلته إقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو في ليلته مات شهيداً وبعثه الله شهيداً وأحياه كمن ضرب بسيفه في سبيل الله مع رسول الله (ص) » [62].


[62] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 778.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

 

(2) عَلَقٍ: جمع علقة وهو دم جامد بعد النطفة.

(3) الْأَكْرَمُ: الأعظم كرماً.

(4) عَلَّمَ بِالْقَلَمِ: علم الإنسان الكتابة.

(6) كَلَّا: حقاً.
  - إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى: ‏ يتجاوز حده ويستكبر.

(7) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى: ‏إن رأى نفسه غنياً يكفر ويطغى.

 (8) الرُّجْعَى: ‏ الرجوع في الآخرة.

 (9) الَّذِي يَنْهَى: ‏وهو أبو جهل نهى النبي عن الصلاة.

(13) وَتَوَلَّى: أعرض عن الإيمان.

(15) لَّمْ يَنتَهِ: لم يمتنع عن تكذيب محمد (ص).
    - لَنَسْفَعاً: السفع الجذب بشدة.

 (16) بِالنَّاصِيَةِ: شعر مقدم الرأس.

(17) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ: فليدع أهل ناديه أي أهل مجلسه ويستنصر بهم.

(18) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ: سندعو الملائكة الموكلين بالنار.

 

(1)- جاء في التفسير المنسوب اِلى الإمام الحسن العسكري أنّ الإمام (عليه السلام) قال وهو يصف بعثة النبي محمّد (ص): « ... حتّى استكمل سنّ الأربعين، ووجد الله قلبه الكريم أفضل القلوب وأجلّها، وأطوعها وأخشعها، فأذن لأبواب السماء ففتحت، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمّد (ص) ينظر اِلى ذلك، فنزلت عليه الرحمة من لدن ساق العرش، ونظر إلى الروح الأمين جبرائيل المطوّق بالنور طاووس الملائكة، هبط إليه وأخذ بضبعه وهزّه وقال: يا محمّد إقرأ، قال: ما أقرأ؟ قال: يا محمّد ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [63] ثمّ أوحى اليه ما أوحى وصعد جبرائيل إلى ربه ».

ونزل محمّد (ص) من الجبل وقد غشيه من عظمة الله وجلال أُبّهته ما ركبه الحمّى النافضة، وقد اشتدّ عليه ما كان يخافه من تكذيب قريش إيّاه ونسبته إلى الجنون، وقد كان أعقل خلق الله وأكرم بريّته، وكان أبغض الأشياء إليه الشياطين وأفعال المجانين، فأراد الله أن يشجّع قلبه ويشرَحَ صَدْرَه، فجعل كلما يمرّ بحجر وشجر ناداه: السلام عليك يا رسول الله » [64].

أمّا ما يدلّ على أنّها أوّل ما نزل: ففي تفسير القميّ عن أبي الجارود عن الباقر (عليه السلام) في قوله سبحانه: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [65] قال: ذلك أنّ أوّل سورة نزلت كانت ﴿ اقْرَأْ بِسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ ثمّ أبطأ جبرائيل عن رسول الله (ص). فقالت خديجة: لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل إليك؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [66].

وروى الكليني بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: « أوّل ما نزل على رسول الله (ص): ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ وآخر ما نزل عليه ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ [67]، ورواه الصدوق أيضاً [68].

(9)- جاء في مجمع البيان أنَّ أبا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلي، فانطلق ليطأ على رقبته فما فاجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إنَّ بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحة، وقال نبي الله: والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً، فأنزل الله سبحانه ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ﴾، إلى آخر السورة، رواه مسلم في الصحيح [69].

(19)- جاء في مجمع البيان عن عبد الله بن مسعود أنَّ رسول الله (ص) قال: « أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجداً ». وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « العزائم الم تنزل، وحم السجدة والنجم إذا هوى واقرأ باسم ربك وما عداها في جميع القرآن مسنون وليس بمفروض » [70].


[63] العلق: 1 - 5.

[64] موسوعة التاريخ الإسلامي1: 382،  نقلاً عن التفسير المنسوب اِلى الإِمام الحسن العسكري  (عليه السلام). كما في بحارالأنوار 18: 206. وقارن بما في تاريخ الطبري 2: 299 ـ 306 مما يفيد أنه شك بنفسه الجنون، وأراد أن يرى بنفسه من حالق، وشك في الملك أنه شيطان، فطمْأنته خديجة وابن عمها النصراني ورقة بن نوفل، ولم يرو مثل ذلك من طرقنا.

[65] الضحى: 3.

[66] موسوعة التاريخ الإسلامي1: 382،  نقلاً عن تفسير القمي 2: 428.

[67] موسوعة التاريخ الإسلامي1: 382،  نقلاً عن اُصول الكافي 2: 628.

[68] عيون أخبار الرضا 2: 6.

[69] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 782.

[70] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 784.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- سُئل الإمام الصاق(ص) عن قول الله: ﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ﴾ فأجاب:

 2- سئل النبي (ص) أينشرح الصدر وهل لذلك علامة يعرف بها؟ فأجاب:

 3- مامعنی قوله تعالى: ﴿ فَإِذا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾.

 4- أيُّ فاكهة تشبه فاكهة الجنة حيث لا عجم فيها؟

 5- اذكر أسماء سور العزائم التي فيها آيات يجب السجود عند قرائتها.