ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة الثلاثين


 

سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التَّكاثر سورة العصر سورة الهُمَزة سورة الفيل
معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات

التفسير الروائي

التفسير الروائي

التفسير الروائي

   

التفسير الروائي

    التفسير الروائي

 

سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النَّصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة النَّاس
معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات

 

التفسير الروائي التفسير الروائي التفسير الروائي

التفسير الروائي

التفسير الروائي

التفسير الروائي

التفسير الروائي

التفسير الروائي

 

أسئلة للمسابقة القرآنية الدعاء عند الفراغ من تلاوة القرآن فهرس المصادر إصدارات المؤلف

 

سورة القدر


مكية وآياتها: (خمس).

فضل السُّورة: عن النبي (ص): « من قرأها أعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر ». وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ إنا أنزلناه في فريضة من الفرائض نادى مناد يا عبد الله قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل » [71].


[71] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 785.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
 

(1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ: أنزلنا القرآن في ليلة عظيمة يقدَّر فيها كلّ خيرٍ وبركة.  قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم كان ينزله جبريل (عليه السلام) على محمد (ص) نجوماً وكان من أوله إلى آخره ثلاث وعشرون سنة [72].

(4) تَنَزَّلُ: تتنزل.
  - وَالرُّوحُ: جبرائيل (عليه السلام).
  - مِن كُلِّ أَمْرٍ: بكل أمر قضاه الله في تلك السنة.

(5) سَلاَمٌ هِيَ: هي سلام من كل شرٍ وبلاءٍ وآفات.


[72] مجمع البيان في تفسير القرآن10: 786.


(1)- جاء في مجمع البيان عن أبي ذر أنه قال: قلت يا رسول الله: ليلة القدر هي شي‏ء تكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فإذا قبضوا رفعت؟ قال (ص): « لا بل هي إلى يوم القيامة » [73]. وفي الكافي عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): « التقدير في تسع عشرة، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين » [74].

وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن علي بن حمزة قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى أي ليلة هي؟ فقال (عليه السلام): « هي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قال: فإن لم أقو على كلتيهما؟ فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قال: قلت: ربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك في أرض أخرى؟ فقال: ما أيسر أربع ليال فيما تطلب فيها، قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني [75]. قال: إن ذلك ليقال، قلت: جعلت فداك إنَّ سليمان بن خالد روى أنَّ في تسع عشرة يكتب وفد الحاج؟ فقال: يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة وأحيهما إن استطعت إلى النور واغتسل فيهما، قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك، قلت: فإن لم أستطع؟ فقال: لا عليك أن تكتحل أول الليل بشي‏ء من النوم إنَّ أبواب السماء تفتح في شهر رمضان، وتصفد الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين نعم الشهر شهر رمضان كان يسمَّى على عهد رسول الله (ص) المرزوق » [76].

(2)- جاء في بحار الأنوار: عن أبي عبد الله: « غرة الشهور، شهر رمضان، وقلب شهر رمضان ليلة القدر » [77]، وعن رسول الله (ص): « إنَّ الله اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر » [78]. وعن النبي (ص): « قال موسى: إلهي أريد قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز على الصراط، قال: ذلك لمن تصدَّق بصدقة في ليلة القدر، قال إلهي أريد أشجاراً من الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبَّح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال رضاي لمن صلَّى ركعتين في ليلة القدر » [79].

(3)- جاء في بحار الأنوار: سئل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟ قال: « العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر » [80].

(4) جاء في تفسير البرهان عن أبي بصير قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا ولد فقال: استوجب زيادة الروح في ليلة القدر، فقلت: جعلت فداك أليس الروح هو جبرائيل؟ فقال (عليه السلام): « جبرائيل من الملائكة والروح أعظم من الملائكة أليس أن الله عزّ وجلّ يقول: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ [81].

(5)- جاء في مجمع البيان ابن عباس عن النبي (ص) أنَّه قال: « إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرائيل، فينزل جبرائيل (عليه السلام) ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري ولواء على بيت المقدس ولواء في المسجد الحرام ولواء على طور سيناء ولا يدع فيها مؤمناً ولا مؤمنة إلا سلَّم عليه إلا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران » [82].


[73] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 786.

[74] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 333، نقلاً عن الكافي.

[75] اسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري وقيل إنها ليلة سبع وعشرين، روي أن ابن عباس وابن عمر قالا: قال رسول الله (ص) تحروها ليلة سبع وعشرين.

[76] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 788.

[77] بحار الأنوار: 58: 376.

[78] بحار الأنوار: 25: 363.

[79] بحار الأنوار: 83: 128.

[80] بحار الأنوار: 25: 363.

[81] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 335، نقلاً عن تفسير البرهان.

[82] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 789.


 

سورة البينة


مدنية وآياتها: (ثمان).

فضل السُّورة: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « من قرأ سورة ﴿ لَمْ يَكُن ﴾ كان بريئاً من الشرك وأدخل في دين محمد (ص) وبعثه الله مؤمناً وحاسبه الله حساباً يسيراً» [83].


[83] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 791.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ
(1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

 

(1) مُنفَكِّينَ: منتهين عن كفرهم.
  - الْبَيِّنَةُ: الحجة الواضحة، والمراد النبي محمد (ص) كما بيَّنه في الآية الثانية.

(2) يَتْلُوا صُحُفاً مُّطَهَّرَةً: يتلو أجزاء القرآن.

(5) حُنَفَاءَ: مائلين عن الأديان الباطلة إلى الإسلام.
   - دِينُ الْقَيِّمَةِ: دين الملة المستقيمة أو دين الكتب القيمة.

(6) شَرُّ الْبَرِيَّةِ: شر الخلائق.

(7) خَيْرُ الْبَرِيَّةِ: خير الخليقة.

(8) خَشِيَ رَبَّهُ: خافه.

 

(7)- جاء في كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني (ره) عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي (عليه السلام) قال: سمعت علي (عليه السلام) يقول: « قبض رسول الله (ص) وأنا مسنده إلى صدري فقال (ص): يا علي ألم تسمع قول الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمعت الأمم للحساب يدعون غراً محجلين » [84].

وفي تفسير القمي، أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (ص) فأقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (ص): « والذي نفسي بيده إنَّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ فكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا: جاء خير البرية » [85].


[84] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 796، نقلاً عن شواهد التنزيل.

[85] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 341، نقلاً عن تفسير القمي.


 

سورة الزلزلة

 

مدنية وآياتها: (ثمان).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « لا تملوا من قراءة إذا زلزلت فإنَّ من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبداً ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، وإذا مات أمر به إلى الجنة فيقول الله سبحانه: عبدي أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوع ولا مدفوع عنه » [86].


[86] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 797.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا
(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)

 

(2) أَثْقالَهَا: ما في بطنها من موتى.

(3) مَا لَها: أن يقول مدهوشاً متعجباً ما لها، حدث فيها ما لم يعرف منها.

(4) تُحَدِّثُ أَخْبَارَها: تخبر بما عمل عليها من خير وشرّ.

(5) أَوْحَىلَهَا: أمرها بذلك وألهمها.

(6) يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً: يخرجون من القبور متفرقين.

(8) مِثْقالَ ذَرَّةٍ: وزن ذرة.

 

(4)- جاء في مجمع البيان عن ربيعة الحرشي قال: قال رسول الله (ص): « حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنَّها أمكم وليس فيها أحد يعمل خيراً وشراً إلاَّ وهي مخبرة ». وقال أبو سعيد الخدري إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: « لا يسمعه جن ولا إنس ولا حجر إلا يشهد له » [87].

(7) جاء في مجمع البيان عن أبي عبيدة قال: قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله (ص) في وفد بني تميم، فقال: « بأبي أنت يا رسول الله أوصيني خيراً فقال (ص): أوصيك بأمِّك وأبيك وأدانيك، قال: زدني يا رسول الله، قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثمَّ قال رسول الله (ص): ما شي‏ء بلغني عنك فعلته؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يمرجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أني علمت أنهم ليسوا عليه، فرأيتهم يئدون بناتهم فعرفت الله عزّ وجلّ لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت، وفي رواية أخرى أنَّه سمع ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ فقال: حسبي ما أبالي أن لا أسمع من القرآن غير هذا »  [88].


[87] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 799.

[88] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 800.


 

سورة العاديات


مكية وآياتها: (إحدى عشرة).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « ومن قرأ والعاديات وأدمن قراءتها بعثه الله مع أمير المؤمنين (عليه السلام)  يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه » [89].


[89] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 801. حيث المشهور أنَّ السورة نزلت في علي (عليه السلام) لمَّا بعثه النبي (ص) إلی غزوة ذات السلاسل فأوقع بهم.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
(1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)

 

(1) وَالْعَادِيَاتِ: خيل الغزاة المجاهدين، تعدو أي: تسرع في الجري.
   - ضَبْحاً: صوت أنفاسها عند جريها.

(2) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً: الخيل توري النار بحوافرها عندما تضرب بالحجر فيخرج شراراً.

(3) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً: الخيل تغير صبحاً على العدو أي: تهجم بغتة.

(4) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً: فهيجن بجريهن غباراً.

(5) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً: فصرن في وقت الصبح في وسط جموع الأعداء.

(6) لَكَنُودٌ: كثير الكفر والجحود لنعم الله.

(9) بُعْثِرَ: أخرج ونثر.
  - وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور: ِ أظهر ما أخفته الصدور.


 

سورة القارعة

 

مكية وآياتها: (إحدى عشرة).

فضل السُّورة: عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: « من قرأ القارعة آمنه الله من فتنة الدجال أن يؤمن به ومن قيح جهنم يوم القيامة » [90].


[90] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 807.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ
(11)
 

(1) الْقَارِعَةُ: من أسماء يوم القيامة لأنَّها تقرع القلوب.

(4) كَالْفَرَاشِ: كالطير الذي يتهافت في النار.
  - الْمَبْثُوثِ: الطير المتفرق المنتشر.

(5) كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ: الصوف الملون المندوف المفرق.

(6) ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ: رجحت حسناته على سيئاته.

(8) عِيشَةٍ راضِيَةٍ: مرضية يرضى بها صاحبها.

(8) خَفَّتْ مَوَازِينُهُ: رجحت سيئاته على حسناته.

(9) فَأُمُّهُ: مأواه لأنَّه يأوي إليها كما يأوي الولد إلى أمِّه.
  - هَاوِيَةٌ: اسم من أسماء جهنَّم.

(10) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ: تفخيم وتعظيم لأمرها والهاء للسكت.


 

سورة التكاثر


مكية وآياتها: (ثمان).

فضل السُّورة: قال رسول الله (ص): « من قرأ ألهاكم التكاثر عند النَّوم وقي فتنة القبر ». وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ سورة ألهاكم التكاثر في فريضة كتب له ثواب وأجر مئة شهيد، ومن قرأها في نافلة كان له ثواب خمسين شهيداً وصلَّى معه في فريضته أربعون صفَّاً من الملائكة ». [91].


[91] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 810.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
(1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)

 

(1) أَلْهَاكُمُ: شغلكم عن طاعة الله.
  - التَّكاثُرُ: التكاثر بالأموال والأولاد والتباهي بالدنيا.

(2) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ: إلى أن متم ودفنتم فيها.

(5) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ: ردع وتهديد أي: سوف تعلمون تبعة تلهيكم.
   - الْيَقِينِ: العلم الذي لا يداخله شك وريب.

(7) عَيْنَ الْيَقِينِ: نفس اليقين أي: لترونَّ الجحيم يقيناً وذلك بمشاهدتها يوم القيامة عند دخولها.

(8) عَنِ النَّعيمِ: نعيم الدنيا من المأكل والمشرب والأمن والصحة و...

 

(1)- جاء في مجمع البيان عن مطرف بن عبد الله الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله (ص) وهو يقول: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ السورة، قال (ص): « يقول ابن آدم مالي مالي وما لك من مالك إلاَّ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدَّقت فأمضيت؟ [92].

(8)- جاء في تفسير العياشي سأل أبو حنيفة أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالی: ﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ فقال له: « ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألَّف الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداءً وبنا هداهم الله للإسلام وهي النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله به عليهم وهو النبي (ص) وعترته (عليهم السلام) » [93].

وفي الكافي عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيباً وأتينا بتمر تنظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسألن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): « إنَّ الله عزّ وجلّ أكرم وأجل أن يطعم طعاماً فيسوغكموه ثم نسألكم عنه إنَّما يسألكم عمَّا أنعم عليكم بمحمد وآل محمد (ص) » [94].

وفي المجمع عن عكرمة: النعيم الصحة والفراغ، ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي (ص) قال: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ». وفيه عن عبد الله بن مسعود ومجاهد: «النعيم» هو الأمن والصحة، وروي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام) وأبي عبد الله (عليه السلام) [95].


[92] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 812.

[93] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 814،  نقلاً عن تفسير العياشي.

[94] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 354، نقلاً عن الكافي.

[95] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 355، نقلاً عن مجمع البيان.


 

سورة العصر

 

مكية وآياتها: (ثلاث).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقاً وجهه، ضاحكاً سنه، قريرة عينه، حتى يدخل الجنة » [96].


[96] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 815.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ (3)
 

(1) وَالْعَصْرِ: أقسم بوقت العصر أو بالدَّهر.

(2) لَفِي خُسْرٍ: في خسران ونقصان لأنَّه ينقص عمره كل يوم، وهو رأس ماله.

(3) وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ: أوصى بعضهم بعضاً باتباع الحق واجتناب الباطل.


 

سورة الهمزة

 

مكية وآياتها: (تسع).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ ويل لكل همزة في فريضة من فرائضه نفت عنه الفقر وجلبت عليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء »  [97].


[97] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 816.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
(1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9)

 

(1) وَيْلٌ: عذاب وهلاك.
   - لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ: لكل عياب مغتاب، الذي يغمز الناس ويستحقر الفقراء.

(3) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ: يظن أن ماله الذي جمعه يخلده في الدنيا ويمنعه من الموت.

(4) لَيُنبَذَنَّ: ليطرحنَّ ويقذفن.
   - الْحُطَمَةِ: جهنم.

(6) الْمُوقَدَةُ: المسعرة المؤججة.

(7) تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ: تصل حرارتها القلوب، أي: تحرق باطن الإنسان كما تحرق ظاهره.

(8) مُّؤْصَدَةٌ: علی أهلها مطبقة ومغلقة أبوابها.

(9) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ: بأعمدة ممدودة على أبوابها تأكيداً لإغلاقها.


 

سورة الفيل

 

مكية وآياتها: (خمس).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ في الفريضة ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنَّه كان من المصلين ... » [98]. وعنه (عليه السلام) قال: « لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا: الضحى وألم نشرح، وألم تر كيف ولإيلاف قريش » [99].


[98] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 820.

[99] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 827، نقلاً عن تفسير العياشي.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3)

تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)
 

(1) بِأَصْحَابِ الْفِيلِ: جيش أبرهة الحبشي الذي جاء لتخريب الكعبة وكان معهم عدة أفيال، وكان ذلك في العام الذي ولد فيه رسول الله.

(2) كَيْدَهُمْ: تدبيرهم وسوء قصدهم في هدم البيت.
   - فِي تَضْلِيلٍ: في خسارة وبطلان وهلاك.

(3) أَبَابِيلَ: جماعات كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضاً كالإبل.

(4) سِجِّيلٍ: طين متحجر محروق فهو حجارة صلبة شديدة.

(5) كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ: كورق الزَّرع أو التين أكلته الدَّواب ثم راثته.

 

(1)- جاء في مجمع البيان: أجمعت الرواة على أنَّ ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الأشرم وقيل: إن كنيته أبو يكسوم، ونقل عن الواقدي أنَّه جدّ النجاشي الذي كان على عهد رسول الله (ص). ثم ساق الكلام في قصة استيلائه على ملك اليمن إلى أن قال: ثمَّ إنَّه بنى كنيسة باليمن وجعل فيها قباباً من ذهب، فأمر أهل مملكته بالحج إليها يضاهي بذلك البيت الحرام، وإنَّ رجلاً من بني كنانة خرج حتى قدم اليمن فنظر إليها ثم قعد فيها يعني لحاجة الإنسان، فدخلها أبرهة فوجد تلك العذرة فيها، فقال: من اجترأ عليَّ بهذا؟ ونصرانيتي لأهدمن ذلك البيت حتى لا يحجه حاج أبداً، ودعا بالفيل وأذن قومه بالخروج ومن اتبعه من أهل اليمن، وكان أكثر من اتبعه منهم عك والأشعرون وخثعم. قال: ثم خرج يسير حتى إذا كان ببعض طريقه بعث رجلاً من بني سليم ليدعو الناس إلى حج بيته الذي بناه فتلقاه أيضاً رجل من الحمس من بني كنانة فقتله، فازداد بذلك حنقاً وحث السير والانطلاق. وطلب من أهل الطائف دليلاً فبعثوا معه رجلاً من هذيل يقال له نفيل فخرج بهم يهديهم حتى إذا كانوا بالمغمس نزلوه وهو من مكة على ستة أميال، فبعثوا مقدماتهم إلى مكة، فخرجت قريش عباديد في رؤوس الجبال وقالوا: لا طاقة لنا بقتال هؤلاء. ولم يبق بمكة غير عبد المطلب بن هاشم أقام على سقايته وغير شيبة بن عثمان بن عبد الدار أقام على حجابة البيت، فجعل عبد المطلب يأخذ بعضادتي الباب ثم يقول: لا هم أنَّ المرء يمنع رحله فامنع جلالك لا يغلبوا بصليبهم ومحالهم عدواً محالك لا يدخلوا البلد الحرام إذا فأمر ما بدا لك.

 ثم إنَّ مقدمات أبرهة أصابت نعماً لقريش فأصابت فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، فلما بلغه ذلك خرج حتى أتى القوم، وكان حاجب أبرهة رجلاً من الأشعرين وكان له بعبد المطلب معرفة فاستأذن له على الملك وقال له: أيها الملك جاءك سيد قريش الذي يطعم إنسها في الحي ووحشها في الجبل، فقال له: ائذن له. وكان عبد المطلب رجلاً جسيماً جميلاً، فلما رآه أبو يكسوم أعظمه أن يجلسه تحته وكره أن يجلسه معه على سريره فنزل من سريره فجلس على الأرض وأجلس عبد المطلب معه ثم قال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي مئتا بعير لي أصابتها مقدمتك، فقال أبو يكسوم: والله لقد رأيتك فأعجبتني ثم تكلمت فزهدت فيك، فقال: ولم أيها الملك؟ قال: لأني جئت إلى بيت عزِّكم ومنعتكم من العرب وفضلكم في الناس وشرفكم عليهم ودينكم الذي تعبدون فجئت لأكسره وأصيبت لك مائتا بعير، فسألتك عن حاجتك فكلمتني في إبلك ولم تطلب إلي في بيتكم. فقال له عبد المطلب: أيها الملك أنا أكلمك في مالي ولهذا البيت رب هو يمنعه لست أنا منه في شي‏ء، فراع ذلك أبا يكسوم وأمر برد إبل عبد المطلب عليه ثم رجع، وأمست ليلتهم تلك الليلة كالحة نجومها كأنَّها تكلمهم كلاماً لاقترابها منهم فأحست نفوسهم بالعذاب، إلى أن قال: حتى إذا كان مع طلوع الشمس طلعت عليهم الطير معها الحجارة فجعلت ترميهم، وكل طائر في منقاره حجر وفي رجليه حجران وإذا رمت بذلك مضت وطلعت أخرى فلا يقع حجر من حجارتهم تلك على بطن إلا خرقه ولا عظم إلا أوهاه وثقبه، وثاب أبو يكسوم راجعاً قد أصابته بعض الحجارة، فجعل كلما قدم أرضاً انقطع له فيها إرب حتى إذا انتهى إلى اليمن لم يبق شي‏ء إلا باده، فلما قدمها تصدع صدره وانشق بطنه فهلك ولم يصب من الأشعرين وخثعم أحد، الحديث.

أقول: وفي الروايات اختلاف شديد في خصوصيات القصة من أراد الوقوف عليها فعليه بمطولات السير والتواريخ [100].

(3)- جاء في تفسير العياشي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « أرسل الله على أصحاب الفيل طيراً مثل الخطاف ونحوه في منقاره حجر مثل العدسة فكان يحاذي برأس الرجل فيرميه بالحجارة فيخرج من دبره فلم تزل بهم حتى أتت عليهم، قال: فأفلت رجل منهم فجعل يخبر الناس بالقصة فبينا هو يخبرهم إذ أبصر طيراً، فقال: هذا هو منها، قال: فحاذى فطرحه على رأسه فخرج من دبره » [101].


[100] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 363، نقلاً عن مجمع البيان.

[101] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 825، نقلاً عن تفسير العياشي.


 

سورة قريش

 

مكية وآياتها: (أربع).

فضل السُّورة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): « من أكثر قراءة « لإيلاف قريش » بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنّة ... » [102].


[102] ثواب الأعمال.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)
 

(1) لِإِيلاَفِ قُرَيْشٍ: لإيلاف قريش الرحلتين أمرهم أن يعبدوه، أو جعلهم كعصف مأكول لتؤلف قريش في مكة إذا كانتا الفيل وقريش سورة واحدة، والإيلاف من الألفة.

(2) رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ: للتجارة فرحلة الشتاء إلى اليمن لأنَّها بلاد حارة ورحلة الصيف إلى الشام لأنَّها بلاد باردة.


 

سورة الماعون

 

مكية وآياتها: (سبع).

فضل السُّورة: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال من قرأ ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ في فرائضه ونوافله قبل الله صلاته وصيامه ... » [103].


[103] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 833.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
(1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ
(7)
 

(1) أَرَأَيْتَ: هل عرفت يا محمد.
   - يُكَذِّبُ بِالدِّينِ: الذي يكذب بالجزاء والحساب.

(2) يَدُعُّ الْيَتِيمَ: يدفعه دفعاً عنيفاً عن حقه.

(3) وَلاَ يَحُضُّ: لا يحث ولا يبعث أحداً.

(4) فَوَيْلٌ: هلاك أو حسرة.

(5) سَاهُونَ: غافلون غير مبالين بها، الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.

(6) يُرَاؤُنَ: يعبدون مراءاة للناس.

(7) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ: يمنعون الزكاة، أو العارية من الأواني وغيرها وهي ممَّا يستعار.

 

(5)- جاء في تفسير العياشي عن أبي أسامة زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ قال: « هو الترك لها والتواني عنها » [104]. وفي الخصال عن علي (عليه السلام) في حديث الأربعمئة قال: « ليس عمل أحب إلى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شي‏ء من أمور الدنيا فإنَّ الله عزّ وجلّ ذم أقواماً فقال: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها » [105].

(7)- جاء في مجمع البيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالی: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ قال (عليه السلام): « هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة، قال: فقلت: إن لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه أفعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليك جناح أن تمنعهم إذا كانوا كذلك » [106].


[104] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 834، نقلاً عن تفسير العياشي.

[105] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 369، نقلاً عن الخصال.

[106] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 834.


 

سورة الكوثر

 

مكية وآياتها: (ثلاث).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ في فرائضه ونوافله سقاه الله يوم القيامة من الكوثر وكان محدثه عند محمد » [107] (ص).


[107] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 835.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

 

(1) إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ: سنعطيك يا محمد.
  - الْكَوْثَرَ: الخير الكثير، قيل الخير الكثير هو نهر في الجنّة أشدُّ بياضاً من اللبن. وقيل المراد بالكوثر ذرية رسول الله من ولد فاطمة (عليها السلام) فقد كثَّر الله تعالى نسله كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب.

 (2) وَانْحَرْ: اذبح الأضاحي والقرابين، وقيل معناه رفع اليدين حذاء الوجه في الصلاة كما جاء في الروايات.

 (3) شَانِئَكَ: مبغضك، وهو العاص بن وائل الذي قال لقد أصبح محمد أبتراً.
   - الْأَبْتَرُ: مقطوع الأثر والنسل.

 

(1)- جاء في كتاب الذرّية الطاهرة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: « كان القاسم ابن رسول الله  (ص) قد بلغ أن يركب الدابّة ويسير على النجيب (الإبل) فلمّا قبضه الله قال العاص بن وائل السهمي: قد أصبح محمّد أبتر من ابنه، فأنزل الله على نبيّه: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ عوضاً عن مصيبتك في القاسم ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاَْبْتَرُ [108] .

(2)- جاء في مجمع البيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لمَّا نزلت هذه السورة قال النبي (ص) لجبرائيل (عليه السلام): ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: ليست بنحيرة، ولكنَّه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فإنَّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع فإن لكل شي‏ء زينة وإنَّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة » [109].

(3)- جاء في الدر المنثور عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) قال:« توفي القاسم بن رسول الله بمكة فمرَّ رسول الله (ص) وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول الله (ص): إني لأشنؤه، فقال العاص بن وائل: لا جرم لقد أصبح أبتراً، فأنزل الله ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [110].

وفي الاحتجاج الطبرسي عن الحسن بن علي (عليهما السلام) في حديث يخاطب فيه عمرو بن العاصي: « وأنك ولدت على فراش مشترك فتحاكمت فيك رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة وعثمان بن الحارث والنضر بن الحارث بن كلدة والعاص بن وائل كلهم يزعم أنك ابنه فغلبهم عليك من بين قريش ألأمهم حسبا وأخبثهم منصباً وأعظمهم بغية. ثم قمت خطيباً وقلت: أنا شانئ محمد، وقال العاص بن وائل: إنَّ محمداً رجل أبتر لا ولد له فلو قد مات انقطع ذكره، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [111].


[108] موسوعة التاريخ الإسلامي 1: 465،  نقلاً عن الذرّية الطاهرة: 67.

[109] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 837.

[110] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 372، نقلاً عن الدر المنثور.

[111] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 373، نقلاً عن الاحتجاج.


 

سورة الكافرون

 

مكية وآياتها: (ست).

فضل السُّورة: عن جبير بن مطعم قال: قال لي رسول الله (ص): « أتحب يا جبير أن تكون إذا خرجت سفراً من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زاداً؟ قلت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: قل يا أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم، قال جبير: وكنت غير كثير المال وكنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج فأكون أكثرهم همة وأمثلهم زاداً حتى أرجع من سفري ذلك » [112].


[112] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 839.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
(6)
 

(1) قُلْ: قل يا محمد (ص).

(2) يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ: الذين قالوا تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، وهم نفر من كفَّار قريش.

(6) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ: لكم شرككم ولي توحيدي ومعناه لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني.

 

(1)- جاء في تفسير القمي عن ابن أبي عمير قال: سأل أبو شاكر أبا جعفر الأحول عن قول الله: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول، ويكرر مرة بعد مرة؟ فلم يكن عند أبي جعفر الأحول في ذلك جواب، فدخل المدينة فسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال: « كان سبب نزولها وتكرارها أن قريشاً قالت لرسول الله (ص): تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فأجابهم الله بمثل ما قالوا، فقال فيما قالوا: تعبد آلهتنا سنة: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾، وفيما قالوا: نعبد إلهك سنة: ﴿ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾، وفيما قالوا: تعبد آلهتنا سنة: ﴿ وَلاَ أَنَاْ عابِدٌ مَّا عَبَدْتُّمْ ﴾ وفيما قالوا: نعبد إلهك سنة: ﴿ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ . قال: فرجع أبو جعفر الأحول إلى أبي شاكر فأخبره بذلك فقال أبو شاكر: هذا حملته الإبل من الحجاز » [113].

(6) جاء في مجمع البيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « إذا قرأت ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ فقل أيها الكافرون وإذا قلت ﴿ لاَ أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ﴾ فقل أعبد الله وحده وإذا قلت ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ فقل ربي الله وديني الإسلام » [114].


[113] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 375، نقلاً عن تفسير القمي.

[114] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 842.


 

سورة النصر

 

مدنية وآياتها: (ثلاث).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « من قرأ ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه ... » [115].


[115] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 843.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)

 

(2) وَالْفَتْحُ: فتح مكة.
   - أَفْواجاً: جماعات.

(3) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ: نزهه عما لا يليق به مع حمده على نعمه.
    تَوَّاباً
: كثير قبول التوبة للمستغفرين.

 

(1)- جاء في العيون عن الرضا (عليه السلام) قال: « سمعت أبي يحدث عن أبيه (عليه السلام) أنَّ أول سورة نزلت ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ وآخر سورة نزلت ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ [116]).

وعن ابن مسعود قال: دخل النبي (ص) يوم الفتح وحول البيت ثلاثمئة وستون صنماً فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ ﴿ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً [117].

(3)- جاء في مجمع البيان عن أم سلمة قالت: كان رسول الله (ص) بالآخرة لا يقوم ولا يقعد ولا يجي‏ء ولا يذهب إلا قال: « سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه » فسألناه عن ذلك؟ فقال: « إنِّي أمرت بها ثمَّ قرأ ﴿ إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ [118].


[116] مجمع البيان 10: 844،  نقلاً عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام). وهناك روايات تقول بأنَّ  المائدة هي آخر سورة نزلت علی النبي (ص)، راجع  الميزان 5: 157، وموسوعة التاريخ الإسلامي 3: 614.

[117] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 383، نقلاً عن مجمع البيان.

[118] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 378، نقلاً عن مجمع البيان.


 

سورة المسد

 

مكية وآياتها: (خمس).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « إذا قرأتم ﴿ تَبَّتْ ﴾ فادعوا على أبي لهب فإنَّه كان من المكذبين بالنبي (ص) وبما جاء به من عند الله » [119].


[119] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 850.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
(1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)

 

(1) تَبَّتْ يَدَا: خسرت يداه وهلك.

(2) مَا أَغْنَى: ‏ ما نفعه ماله ولا دفع عنه العذاب.

(3) سَيَصْلَىنَاراً: سيدخل ناراً ذات قوة واشتعال.

(4) وَامْرَأَتُهُ: أم جميل أخت أبي سفيان.
  - حَمَّالَةَ الْحَطَبِ: حمالة الشوك التي كانت تنشره في طريق النبي (ص).

(5) جِيدِها: عنقها.
  - حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ: حبل من ليف.

 

(1)- جاء في مجمع البيان في قوله تعالى: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ عن ابن عباس قال: لمَّا نزلت هذه الآية صعد رسول الله (ص) الصفا فقال: « يا صباحاه » فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟ فقال: « أرأيتكم إن أخبرتكم أنَّ العدو مصبحكم وممسيكم ما كنتم تصدِّقونني؟ قالوا: بلى. قال: « فإنِّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد » قال أبو لهب: تبَّاً لك ألهذا دعوتنا جميعاً؟ فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [120].

(2)- جاء في مجمع البيان عن سعيد بن المسيّب قال: كانت لأُمِّ جميل بنت حرب أخت أبي سفيان قلادة فاخرة من جوهر فقالت: لأُنفقنّها في عداوة محمّد، قال الطبْرسي: ولمّا أنذر النبيّ أبا لهب بالنار قال: إن كان ما تقول حقّاً فإنّي أفتدي بمالي وولدي فأنزل الله: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾ بدل القلادة [121].

(4)- جاء في قرب الإسناد بإسناده إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل يذكر فيه آيات النبي (ص) قال: « من ذلك أنَّ أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي (ص) أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول الله هذه أم جميل محفظة، أي: مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به، فقال (ص): إنَّها لا تراني، فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟ قال: حيث شاء الله، قالت: جئته ولو أراه لرميته فإنَّه هجاني واللات والعزى إنِّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول الله لم ترك؟ قال (ص): لا ضرب الله بيني وبينها حجاباً » [122].


[120] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 386، نقلاً عن مجمع البيان.

[121] مجمع البيان 10: 852.

[122] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 386، نقلاً عن قرب الإسناد.


 

سورة الإخلاص

 

مكية وآياتها: (أربع).

فضل السُّورة: عن النبي (ص) قال: « أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال: إقرأوا قل هو الله أحد » [123]. وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فشكا إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول الله (ص): « إذا دخلت بيتك فسلِّم إن كان فيه أحد وإن لم يكن فيه أحد فسلِّم واقرأ قل هو الله أحد مرة واحدة » ففعل الرجل فأفاض الله عليه رزقاً حتى أفاض على جيرانه. وعنه (ص) قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد فإنَّه من قرأها جمع له خير الدنيا والآخرة وغفر الله له ولوالديه وما ولدا ». وعن عبد الله بن حجر قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: « من قرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وأرغم أنف الشيطان » [124]. وروى الفضيل بن يسار قال: « أمرني أبو جعفر أن أقرأ قل هو الله أحد وأقول إذا فرغت منها كذلك الله ربي ثلاثاً » [125].


[123] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 854. وكون السّورة تعدل ثلث القرآن لأنَّ ما في القرآن من المعارف تنحل إلى الأصول الثلاثة: التوحيد والنبوة والمعاد والسورة تتضمن واحداً من الثلاثة وهو التوحيد.

[124] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 855.

[125] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 863.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
(1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)

 

(1) هُوَ اللهُ أَحَدٌ: الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله.

(2) الصَّمَدُ: المقصود بالحوائج وكل ما في الوجود يحتاج إليه وهو غني عنهم.

(5) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ: ليس له مماثل ونظير يعدله.

 

(1) جاء في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: « إنّ اليهود سألوا رسول الله فقالوا: إنسب لنا ربّك. فلبث ثلاثاً لا يجيبهم ثمّ نزلت ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ الى آخرها » [126]، ورواه الطبرسي في مجمع البيان [127]. وفي الاحتجاج للطبرسي عن العسكري (عليه السلام) أنّ السائل هو عبد الله بن صوريا اليهودي [128].

اِلى هنا تبدو هذه الأخبار وكأنّها تستلزم مدنية السورة، ولكن روى الطبرسي عن تفسير القاضي ما يدفع هذه الدلالة قال: إنّ عبد الله بن سلام انطلق الى رسول الله وهو بمكّة، فقال له رسول الله: أُنشدك بالله هل تجدني في التوراة رسول الله، فقال: إنعت لنا ربّك. فنزلت هذه السورة فقرأها النبيّ  (ص) فكانت سبب إسلامه إلاّ أنّه كان يكتم ذلك إلى أنْ هاجر النبيّ الى المدينة ثمّ أظهر الإسلام [129]. وروى القميّ عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبيّ بمكّة: صف لنا ربّك لنعرفه فنعبده، فأنزل الله على النبيّ (ص): ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ [130].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: « رأيت الخضر في المنام قبل بدر بليلة فقلت له: علِّمني شيئاً أنتصر به على الأعداء فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلا هو، فلمَّا أصبحت قصصت على رسول الله (ص) فقال: يا علي عُلِّمت الاسم الأعظم، فكان على لساني يوم بدر، قال: وقرأ (عليه السلام) يوم بدر ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ فلمَّا فرغ قال: يا هو يا من لا هو إلا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين، وكان يقول ذلك يوم صفين وهو يطارد، فقال له عمَّار بن ياسر: يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات؟ قال: اسم الله الأعظم وعماد التوحيد لله لا إله إلا هو ... ».

وقال الباقر(عليه السلام): « الله معناه المعبود الذي ألِه الخلق عن إدراك ماهيته والإحاطة بكيفيته » [131].

(2)- جاء في أصول الكافي: عن داوود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما الصمد؟ قال (عليه السلام): « السيد المصمود إليه في القليل والكثير ». وفي كتاب التوحيد عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) أنَّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (عليه السلام) يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: « بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وإنَّ الله سبحانه فسَّر الصمد فقال: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾. وفيه، بإسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنَّه قال: « واعلم أنَّ الله تعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك» [132].


[126] الميزان 20: 390.

[127] مجمع البيان 10: 859.

[128] تفسير الميزان 20: 390، عن الاحتجاج.

[129] مجمع البيان 10: 859.

[130] تفسير القمي 2: 448.

[131] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 860.

[132] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 391، نقلاً عن كتاب التوحيد والكافي.


 

سورة الفلق

 

مكية وآياتها: (خمس).

فضل السُّورة: عن النبي (ص) قال: « يا عقبة ألا أعلمك سورتين هما من أفضل القرآن؟ قلت: بلى يا رسول الله، فعلَّمني المعوذتين ثمَّ قرأ بهما في صلاة الغداة، وقال لي: إقرأهما كلما قمت ونمت ». وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك » [133].


[133] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 864.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
(1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

 

(1) أَعُوذُ: أعتصم وأستجير.
  - الْفَلَقِ: الصبح، وإنَّما سمي الصبح فلقاً لانفلاق عموده بالضياء عن الظلام كما قيل له فجر لانفجاره بذهاب ظلامه.

(2) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ: من الجن والإنس وسائر الحيوانات.

(3) غَاسِقٍ: ليل شديد الظلمة.
  - إِذَا وَقَبَ: إذا دخل.

(4) النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ: النساء الساحرات اللواتي ينفثن وينفخن من ريقهن في عقد الخيط حين يسحرن.

 

(4)- جاء في الدر المنثور عن زيد بن أسلم قال: سحر النبي (ص) رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال: « إنَّ رجلاً من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان فأرسل علياً فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي (ص) كأنَّما نشط من عقال » [134].

(5)- في العيون عن الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن النبي (ص) قال: « كاد الحسد أن يسبق القدر». وفي الدر المنثور عن رسول الله (ص): « إنَّ الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » [135].


[134] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 394، نقلاً عن الدر المنثور. لا شك أن النبي (ص) كان مصوناً من تأثير السحر علی عقله، وأما تأثره بالسحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيته منه، ولكن يشكل علی هذا الحديث بأنَّه يبدو منه مدنية السورة بسبب ذكر اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة بينما المعوذتين نزلتا في مكة.

[135] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 395، نقلاً عن العيون والدر المنثور.


 

سورة الناس

 

مكية وآياتها: (ست).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « جاء جبرئيل إلى النبي (ص) وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد وقال: بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنيك فقال: ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ‏  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ إلى آخر السورة [136].


[136] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 397، نقلاً عن المجمع.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
(1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

  

(1) بِرَبِّ النَّاسِ: خالقهم ومربيهم.

(2) مَلِكِ النَّاسِ: مالكهم وسيدهم.

(3) إِلَهِ النَّاسِ: معبود الناس.

(4) الْوَسْوَاسِ: الكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم.
  - الْخَنَّاسِ: المتواري المختفي عند ذكره سبحانه.

(7) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ: بيان للشيطان الموسوس جنياً كان أو إنسياً.

 

(4) الفضل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: « إِنّ رسول الله اشتكى شكوى شديدة ووجع وجعاً شديداً، فأتاه جبرائيل وميكائيل، فقعد جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، فعوّذه جبرائيل بـ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وعوّذه ميكائيل بـ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [137].

 (4) جاء في أمالي الصدوق، بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: « لما نزلت هذه الآية ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾ صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثوير فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيدنا لِمَ دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها. فقال الوسواس الخناس: أنا لها. قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة » [138].


[137] مجمع البيان 10: 867.

[138] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 398، نقلاً عن أمالي الصدوق.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- سئل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟ فأجاب:

 2- في حقِّ مَن نزل قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾؟

 3- سأل أبو حنيفة أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالی: ﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ ﴾ فأجاب (عليه السلام).

 4- سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالي: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾ فأجاب (عليه السلام).

 5- إن اليهود سألوا رسول الله (ص) فقالوا: إنسب لنا ربك فأنزل الله تعالی:

 

 




عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام):

اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ مَا قَضَيْتَ مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ عَلَى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ (ص) فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِلُّ حَلَالَهُ وَيُحَرِّمُ حَرَامَهُ وَيُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ وَاجْعَلْهُ لِي أُنْساً فِي قَبْرِي وَأُنْساً فِي حَشْرِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تُرْقِيهِ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَهَا دَرَجَةً فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [139].


[139] بحارالأنوار 89: 206، باب 25 - أدعية التلاوة، نقلاً عن مِصْبَاحُ الْأَنْوَار.


 

 



 

- القرآن الكريم.

- الميزان في تفسير القرآن / الطباطبائي (قده)، محمد حسين - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، ط.الرابعة، 1417هـ.ق.

- مجمع البيان في تفسير القرآن / أمين الإسلام الشيخ الطبرسي (قده)، فضل بن حسن - انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1372هـ.ش.

- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل / مكارم الشيرازي، ناصر - مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قم، 1421هـ.ق.

- شواهد التنزيل / الحاكم الحسكاني، عبيد الله بن أحمد - مؤسسة النشر الإسلامي، قم1411هـ.ق.

- التفسير المعين / الهويدي البغدادي، محمد - انتشارات ذوي القربی، ط. الأولی، قم1420هـ.ق.

- بحار الأنوار / العلامة المجلسي (قده)، محمد باقر - مؤسسة الوفاء، ط. الرابعة، بيروت 1404هـ.ق.

- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) / الشيخ الصدوق (قده)، محمد بن علي - انتشارات جهان، ط. الأولی، إيران 1378 هـ.ش.

- موسوعة التَّاريخ الإسلامي: 1، 2، 3 / اليوسفي الغروي (قده)، مجمع الفكر الإسلامي، ط. الأولی قم 1431 هـ.ق.

- تفسير القمي / القمي، علي بن ابراهيم القمي (رحمه الله)، دار الكتاب الإسلامي، قم 1404 هـ.ق.

- وسائل الشيعة / الحر العاملي (قده)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، قم 1426 هـ.ق.

- أفضل الليالي / الحائري، أيوب، دار الولاء، ط. الأولی، بيروت 1425 هـ.ق.

الأقراص الكمبيوترية (CD)

1- جامع التفاسير: إصدار مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية - الإصدار الثاني، قم - الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

2- جامع الأحاديث: 442 مجلد في 187 عنوان من 90 مؤلف، إصدار مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية - الإصدار الثاني، قم - الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

3- مكتبة أهل البيت (عليهم السلام): 4467 مجلد: إصدار مركز المعجم الفقهي للمرجع الفقيد آية الله السيد الكلبايكاني - الإصدار الأول.


 



 

الغدير.

الأمَّة الواحدة.

المناسبات النَّبوية.

المناسبات العلوية.

المسلم ومعتقداته.

ذكريَّات شهري الحج.

قبسات من نهج البلاغة.

الإسلام والمشكلة الجنسية.

بلاد الشَّام، أرض المقدَّسات.

الإمام علي (عليه السلام) أدوار ومواقف.

مزارات أهل البيت (عليهم السلام) في إيران.

دليل الأماكن المقدَّسة في سورية.

عشرون سؤالاً وشبهة حول المرأة.

ثلاثون سؤالاً وشبهة حول المرأة.

الإمام المهدي (عج) المصلح العالمي المنتظر.

التَّبليغ الدِّيني علی ضوء الكتاب والسُّنة.

موسوعة المناسبات الإسلامية والعالمية.

الزَّواج المؤقت في شريعة سيدنا محمد (ص).

أفضل الليالي: ثلاثون ليلة في ضيافة الرحمن.

ماذا حدث في الثامن عشر من ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة.

حديث عاشوراء: مقتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).

لمحات من حياة الإمام الرضا (عليه السلام) وأخته فاطمة المعصومة (عليها السلام).

موسوعة الليالي والأيام.

سيصدر للمؤلف:

مشكاة الأنوار: قبسات من أنوار النبي وأهل بيته (عليهم السلام).