ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة العاشرة


 

سورة النمل
معاني المفردات
التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية

 

 

(الآيات 1-44) [141].

في رحاب النَّبي داوود والنبي سليمان (عليهما السلام):

 

سورة النمل مكية وآياتها ثلاث وتسعون آية (93)، وممَّا احتوته السُّورة قصة سليمان وملكة سبأ وكيفية إيمانها، وكلام الحيوانات كالهدهد والنمل الذي سُمِّيت السورة بها، وقد اخترنا أربعة وأربعين آية منها  للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها ومفاهيم آياتها في الليلة العاشرة من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك.

وقد ورد في فضل قراءة السُّورة عن النبي (ص): « من قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدَّق بسليمان ومن كذَّب به وهود وصالح وشعيب وإبراهيم، ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلّا الله » [142].


[141] لزيادة الاطِّلاع حول قصة النبي داوود (عليه السلام) وسليمان (عليه السلام) راجع السُّور التالية: البقرة، الأنبياء، سبأ، ص.

[142] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏7: 328.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ
(1) هُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْاْ عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ وَأُوْلُواْ بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
 


(4)
يَعْمَهُونَ: يعمون عن الرشد أو يتحيّرون.

(7) آنَسْتُ: أبصرت.
   - بِشِهابٍ قَبَسٍ: بشعلة نار مقبوسة (مأخوذة) من أصلها.
   - تَصْطَلُونَ: تستدفئون.

(8) بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا: النَّار في شجرة شديدة الخضرة، ومن في النار هم الملائكة وفيمن حولها موسی (عليه السلام).

(10) تَهْتَزُّ: تتحرّك بشدة.
    - كَأَنَّهَا جَانٌّ: كأنها حية أو ثعبان.
    - وَلَمْ يُعَقِّبْ: لم يرجع.

(12) فِي جَيْبِكَ: في فتحة الصدر التي في الثوب.

(14) وَجَحَدُوا بِهَا: أنكروها ولم يقروا أنها من عند الله.
    - وَعُلُوًّا: تكبراً وترفعاً عن الإيمان والانقياد.

(16) مَنْطِقَ الطَّيْرِ:  فهم أصواته.

(17) فَهُمْ يُوزَعُونَ: يحبس أولهم حتى يلحق به آخرهم.

(19) أَوْزِعْنِي: ألهمني.

(21) بِسُلْطانٍ مُبِينٍ: بحجةٍ واضحةٍ.

(22) فَمَكَثَ: لبث.
    - غَيْرَ بَعِيدٍ: زماناً غير مديدٍ.
    - أَحَطتُ: أطلعت.
    - مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ: جئتك من أرض سبأ في اليمن بخبر صادق متيقن.

(23) وَجَدتُّ امْرَأَةً: هي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ في اليمن.

(24) فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ: صرفهم عن طريق الحق.

(25) يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ: يظهِر الشي‏ء المستور.

(28) تَوَلَّ عَنْهُمْ: انصرف وتنحى عنهم.
    - مَاذَا يَرْجِعُونَ: ماذا يردّون من الجواب.

(29) الْمَلَأُ: زعماء القوم ورؤساؤهم.

(31) أَلَّا تَعْلُواْ: لا تترفّعوا وتتكّبروا.
    - مُسْلِمِينَ: منقادين طائعين.

(32) حَتَّى تَشْهَدُونِ: إلّا بحضوركم ومشورتكم.

(33) وَأُوْلُواْ بَأْسٍ: أصحاب شجاعة شديدة.

(35) فَناظِرَةٌ: منتظرة بما يرجع المرسلون بقبول الهدية أم ردِّها.

(36) لا قِبَلَ لَهُم بِهَا: لا طاقة لهم بها ولا قدرة على دفعها.

(38) أَيُّكُمْ يَأْتِينِي‏ بِعَرْشِهَا: قال سليمان هذا القول لمَّا أخبر أنَّ بلقيس خرجت من اليمن مقبلة إليه.

(39) عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ: مارد قوي داهية.
    - مِن مَّقَامِكَ: من مجلسك الذي تقضي فيه.
    - وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ: قوي على حمله وأمين على ما فيه من الجواهر.

(40) الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ: وهو آصف بن برخيا وزير سليمان كان يعرف حرفاً واحداً عن اسم الله الأعظم.
    - لِيَبْلُوَنِي: ليختبرني.

(41) نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا: غيِّروا أوصافه بحيث تنكره ولا تعرفه.

(44) الصَّرْحَ‏: الموضع المنكشف من غير سقف وكان من قوارير أجري تحته الماء.
    - حَسِبَتْهُ لُجَّةً: ظنته ماء غزيراً.
    - مُمَرَّدٌ مِّن قَواريرَ: مملّس ومصنوع من زجاج.

 

 

(40)- جاء في بصائر الدرجات بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « إنَّ اسم الله الأعظم على ثلاث وسبعين حرفاً وإنَّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به، فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفاً، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده » [143].

وفي مجمع البيان في قوله تعالى: ﴿ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ﴾ ذكر في ذلك وجوه إلى أن قال: والخامس أنَّ الأرض طويت له: وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام). والذي نقله من الوجوه الأخر خمسة أحدها: أنَّ الملائكة حملته إليه. الثاني: أنَّ الريح حملته. الثالث: أنَّ الله خلق فيه حركات متوالية. الرابع: أنَّه انخرق مكانه حيث هو هناك ثم نبع بين يدي سليمان. الخامس: أن الله أعدمه في موضعه وأعاده في مجلس سليمان [144].

(40)- جاء في تفسير العياشي التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) ويحيى بن أكثم فسأله عن مسائل، قال: « فدخلت على أخي علي بن محمد (عليه السلام) بعد أن دار بيني وبينه من المواعظ حتى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جعلت فداك إنَّ ابن أكثم سألني عن مسائل أفتيه فيها، فضحك الإمام علي الهادي (عليه السلام) ثم قال: فهل أفتيته فيها، قلت: لا، قال (عليه السلام): ولم قلت لم أعرفها؟ قال: وما هي؟ قلت: أخبرني عن سليمان أكان محتاجاً إلى علم آصف بن برخيا ثم ذكر المسائل الأخر، قال (عليه السلام): أكتب يا أخي: بسم الله الرحمن الرحيم سألت عن قول الله تعالى في كتابه ﴿ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ﴾ فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرفه آصف لكنَّه (عليه السلام) أحبَّ أن تعرف أمَّته من الإنس والجن أنَّه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله تعالى ففهَّمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان في حياة داوود ليعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق » [145].


[143] الميزان في تفسير القرآن 15: 371، نقلاً عن بصائر الدرجات.

[144] الميزان في تفسير القرآن 15: 371، نقلاً عن تفسير مجمع البيان.

[145] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏7: 352، نقلاً عن تفسير العياشي.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- اذكر معاني الكلمات التالية: تَصْطَلُونَ، جَانٌّ، أَوْزِعْنِي.

 2- من كان يحكم قوم سبأ وأين تكون أرضهم؟

 3- من قال لسليمان: ﴿ أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ ﴾؟

 4- من أتی بعرش بلقيس إلی سليمان بطرفة عين؟

 5- اذكر معاني الكلمات التالية: صَّرْحَ‏، لُجَّةً، قَواريرَ.