ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة السادسة والعشرين


 

سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس
معاني المفردات معاني المفردات معاني المفردات
التفسير الروائي التفسير الروائي التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية

 

سورة النبأ

مكية وآياتها: (أربعون).

فضل السّورة: عن النبي (ص) قال: « ومن قرأ سورة ﴿ عَمَّ يَتَساءَلُونَ ﴾ سقاه الله برد الشراب يوم القيامة ». وروي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: « من قرأ ﴿ عَمَّ يَتَساءَلُونَ ﴾ لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور البيت الحرام » [44].


[44] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 637.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
(1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14) لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً (21) لِّلطَّاغِينَ مَآباً (22) لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23) لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً (24) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزَاءً وِفَاقاً (26) إِنَّهُمْ كَانُواْ لَا يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً (29) فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً (36) رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (40)

 

(1) عَمَّ: عن ما، عن أي شي‏ء.

(2) النَّبَإِ الْعَظِيمِ: البعث والنشور.

(6) مِهَاداً: بساطاً وفراشاً ملائمة لحياة الإنسان.

(7) أَوْتَاداً: كالأوتاد للأرض تحفظ توازنها.

(9) سُبَاتاً: راحة لأبدانكم وقطعاً لاعمالكم.

(10) لِبَاساً: ساتراً لكم بظلمته.

(11) مَعَاشاً: وقتاً لطلب العيش.

(12) شِدَاداً: قويات محكمات.

(14) سِرَاجاً وَهَّاجاً: سراجاً متلالأً وهو الشمس.
    - الْمُعْصِرَاتِ: السُّحب التي شارفت أن تمطر.
    - مَاءً ثَجَّاجاً: صبّاباً بكثرة.

(16) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً: بساتين ملتفة الأشجار.

(17) مِيقَاتاً: وقتاً للحساب.

(18) أَفْوَاجاً: جماعات من قبوركم إلى المحشر.

(20) سَرَاباً: كالسراب يظن أنَّها جبال وليست هي جبالاً.

(21) مِرْصَاداً: موضع ترصد للكافرين لا يفوتونها.

(22) مَآباً: مرجعاً ومأوى لهم.

(23) لَّابِثِينَ: باقين ماكثين.
    - أَحْقَاباً: جمع حقب وهو ثمانون سنة، ومعناه ماكثين فيها أزماناً كثيرةً.

(25) حَمِيماً: ماء بالغاً نهاية الحرارة.
    - وَغَسَّاقاً: صديداً يسيل من جلود أهل النار.

(26) جَزَاءً وِفَاقاً: موافقاً لأعمالهم.

(31) مَفَازاً: فوزاً ونجاة.

(33) وَكَوَاعِبَ: جمع كاعب وهن الفتيات النواهد اللواتي استدار ثديهنَّ.
    - أَتْرَاباً: جمع ترب وهن النساء المتساويات في السن.

(34) وَكَأْساً دِهَاقاً: مترعة مملوءة بخمر الجنّة.

(36) عَطاءً حِساباً: فضلاً وإحساناً كافياً على قدر أعمالهم.

(38) الرُّوحُ: جبرائيل.

 

(18)- جاء في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالساً قريباً من رسول الله (ص) في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ﴾؟ الآيات، فقال: « يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر، ثم أرسل عينيه، ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميَّزهم الله من المسلمين وبدَّل صورهم، بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمي يترددون، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فيسيل القيح من أفواههم لعاباً يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتناً من الجيف، وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم. فأمَّا الذين على صورة القردة فالقتات من الناس، وأمَّا الذين على صورة الخنازير فأهل السُحت، وأما المنكسون على رؤوسهم فأكلة الربا، والعمي الجائرون في الحكم، والصم والبكم المعجبون بأعمالهم، والذين يمضغون بألسنتهم فالعلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسُعاة بالناس إلى السلطان، والذين هم أشد نتناً من الجيف فالذين يتمتعون بالشَّهوات واللَّذات ويمنعون حق الله في أموالهم، والذين يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء » [45].

(38)- جاء في أصول الكافي: عن أبي الحسن الماضي (ع) (الإمام موسى الكاظم) قال: قلت: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ ... ﴾ - الآية - قال: « نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً. قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجِّد ربَّنا ونصلِّي على نبينا ونشفع لشيعتنا ولا يردنا ربنا » [46].


[45] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 643.

[46] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 177، نقلاً عن الكافي.


 

سورة النازعات


مكية وآياتها:
(ست وأربعون).

فضل السُّورة: عن النبي (ص) قال: « ومن قرأ سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة إلا كقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنة ». وقال أبو عبد الله (ع): « من قرأها لم يمت إلا ريَّان ولم يبعثه الله إلا ريَّان ولم يدخله الجَّنة إلا ريَّان » [47].


[47] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 650.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً
(1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً (11) قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى (26) أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى (36) فَأَمَّا مَن طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)

 

 

(1) وَالنَّازِعاتِ: الملائكة التي تنزع أرواح الكفار.
  - غَرْقاً: نزعاً شديداً بالغاً غايته.

(2) وَالنَّاشِطَاتِ: الملائكة التي تنزع أرواح المؤمنين برفق فتنشط أرواحهم.

(4) فَالسَّابِقَاتِ: الملائكة تتسابق في تنفيذ أمر ربها.

(5) فَالْمُدَبِّرَاتِ: الملائكة المدبّرين لأمور العباد وإدارة الكون.

(6) تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ: النفخة الأولى والصيحة العظيمة التي يموت فيها جميع الخلائق.

(7) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ: النفخة الثانية وهي نفخة البعث، تردف وتلحق النفخة الأولى.

(8) وَاجِفَةٌ: خائفة مضطربة.

(10) فِي الْحَافِرَةِ: في الحالة الأولى وهي الحياة التي كنا فيها.

(11) نَخِرَةً: بالية متفتتة.

(12) كَرَّةٌ: رجعة بعد الموت.

(13) زَجْرَةٌ: صيحة واحدة من إسرافيل.

(14) بِالسَّاهِرَةِ: وجه الأرض أو عرصات القيامة.

(16) طُوىً: إسم للوادي المقدّس.

(17) طَغَى: علا وتكبر وكفر.

(18) تَزَكَّى: تتطهر من الكفر.

(22) أَدْبَرَ: أعرض عن الإيمان.

(23) فَحَشَرَ: جمع قومه وجنوده.

(25) نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى‏: عقوبة الكلمة الأخيرة ﴿ أَنَاْ رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ والكلمة الأولى ﴿ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾.

(28) رَفَعَ سَمْكَها: السمك مقدار الارتفاع من أسفل الى أعلى.
    - فَسَوَّاها: جعلها مستوية بلا عيب.

(29) وَأَغْطَشَ: أظلم.

(30) دَحَاهَا: بسطها أو جعلها على شكل دحية وهي البيضة.

(32) أَرْسَاهَا: أثبتها.

(34) الطَّامَّةُ الْكُبْرَى: ‏ الداهية الكبرى أي القيامة.

(36) وَبُرِّزَتِ: ظهرت.

(38) وَآثَرَ: فضَّل.

(39) الْمَأْوَى‏: مقرَّه ومأواه.

(42) أَيَّانَ مُرْسَاهَا: متى إرساؤها أي إقامتها.

(43) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا: لست في شي‏ء من علمها، أي لا تعلمها.

(44) مُنْتَهَاهَا: منتهى علم وقت حدوثها.

(46) لَمْ يَلْبَثُواْ: لم يمكثوا في الدنيا أو في القبور.
 

(1)- جاء في الفقيه عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر (ع) قوله عزّ وجلّ: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى‏ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ وقوله عزّ وجلّ: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ وما أشبه هذا؟ فقال: « إنَّ لله عزَّ وجلَّ أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلاَّ به ».

وجاء في الدر المنثور عن علي (ع) في قوله: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ﴾ قال: « هي الملائكة تنزع أرواح الكفار ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ﴾ هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها ﴿ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً ﴾ هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض ﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً ﴾ هي الملائكة يسبق بعضها بعضاً بأرواح المؤمنين إلى الله ﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ﴾ قال: هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة » [48].

(10)- جاء في الدر المنثور عن أبي جعفر (ع) قوله: ﴿ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴾ يقول: « في الخلق الجديد، وأما قوله: ﴿ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴾ والساهرة الأرض كانوا في القبور فلمَّا سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض » [49].                 

(40)- جاء في أصول الكافي عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ﴾ قال: « من علم أنَّ الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي ﴿ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [50].


[48] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 194، نقلاً عن الفقيه والدر المنثور.

[49] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 194، نقلاً عن الدر المنثور.

[50] الميزان في تفسير القرآن ‏20: 195، نقلاً عن أصول الكافي:.


 

سورة عبس


مكية وآياتها:
(اثنتان وأربعون).

فضل السُّورة: عن أبي عبد الله (ع) قال: « ومن قرأ سورة عبس وتولى وإذا الشمس كورت كان تحت الله من الجنان وفي ظل الله وكرامته في جنانه ولا يعظم ذلك على ربه عزّ وجلّ » [51].


[51] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 661.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


عَبَسَ وَتَوَلَّى
(1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
 

(1) عَبَسَ: قطّب وقبض وجهه.
   - وَتَوَلَّى: أعرض بوجهه.

(3) يَزَّكَّى: يتطهر بالعمل الصالح.

(5) اسْتَغْنَى: إستغنى بالمال.

(6) لَهُ تَصَدَّى: تتصدى وتُقبل عليه بوجهك.

(10) تَلَهَّى: تتلهى وتتشاغل عنه.

(13) مَّرْفُوعَةٍ: في السَّماء السابعة.

(15) سَفَرَةٍ: الكتبة من الملائكة.

(16) بَرَرَةٍ: صالحين متَّقين.

(17) قُتِلَ الْإِنسانُ مَا أَكْفَرَهُ: لُعن الإنسان، ونزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال: كفرت برب النجم إذا هوى فدعا عليه النبي (ص) فأخذه الأسد بطريق الشام.

(20) السَّبِيلَ يَسَّرَهُ: سهَّل له الخروج من بطن أمه.

(22) أَنشَرَهُ: بعثه حيّاً.

(23) لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ: لم يفعل ما أمره الله.

(26) شَقَقْنَا الْأَرْضَ: بالنبات.

(28) قَضْباً: علفاً رطباً للدَّواب كالبرسيم.

(30) وَحَدَائِقَ غُلْباً: بساتين ذات أشجار كثيرة.

(31) وَأَبًّا: الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس.

(33) الصَّاخَّةُ: نفخة القيامة تصخ الأسماع.

(36) وَصَاحِبَتِهِ: زوجته.

(37) شَأْنٌ يُغْنِيهِ: حال يشغله عن غيره.

(38) مُّسْفِرَةٌ: مضيئة من أسفر الصبح إذا أضاء.

(40) غَبَرَةٌ: غبار وكآبة.
    - قَتَرَةٌ: سواد كالدخان.
 

(1)- جاء في مجمع البيان عن الإمام الصادق (ع) أنها نزلت (عبس) في رجل من بني أمية كان عند النبي (ص) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه [52].

(37)- جاء في مجمع البيان عن سودة زوجة النبي (ص) قالت: قال رسول الله (ص): « يبعث الناس عُراة حُفاة غرلا يلجمهم العرق ويبلغ شحمة الآذان » قالت: قلت: يا رسول الله، واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض؟ قال (ص): « شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول الله ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [53].


[52] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 664.

[53] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏10: 668.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- اذكر معاني الكلمات التالية: مَآباً، أَحْقاباً، غَسَّاقاً.

 2- مَن المأذون لهم بالكلام في يوم القيامة؟

 3- اذكر معاني الكلمات التالية: وَاجِفَةٌ، كَرَّةٌ، زَجْرَةٌ.

 4- مَن الذي عبس بوجه الأعمی، وما اسم هذا الأعمی؟

 5- اذكر معاني الكلمات التالية: سَفَرَةٍ، غَبَرَةٌ، قَتَرَةٌ.