ثلاثون ليلة على مائدة القرآن

فهرس الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30


مائدة الليلة التاسعة عشرة


 

سورة الرحمن
معاني المفردات
التفسير الروائي
أسئلة للمسابقة القرآنية

 

 

(آياتها 78).

سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان وسبعون (78) وتسمية السُّورة مأخوذ من الآية الأولی من هذه السورة وهي قوله تعالی ﴿ الرَّحْمنُ ﴾ وهي صفة من صفات الله تعالی. وفي فضل قراءتها روي عن رسول الله (ص): « من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه وأدَّى شكر ما أنعم الله عليه »، وروي عن النبي (ص) قال: « لكل شي‏ء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن جلّ ذكره » [68]. وقد اخترنا السُّورة للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها ومفاهيم آياتها في الليلة التاسعة عشر من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك.


[68] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 297.


 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْاْ فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُواْ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)
 

 

(4) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ: النطق والكتابة والفهم بواسطة الملائكة كما علَّم آدم الأسماء، أو بواسطة الأسرة والبيئة.

(5) بِحُسْبَانٍ: يجريان في منازلهما بحساب مضبوط ويدلان علی عدد الشهور والسنين والأوقات.

(6) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ: النجم النبات الذي لم يقم على ساق، والشجر ما كان له ساق.
   - يَسْجُدَانِ: ينقادان لأمره.

(7) وَوَضَعَ الْمِيزَانَ: أثبت العدل وأمر به.

(8) أَلَّا تَطْغَوْاْ: لا تتجاوزوا في العدل والحق.

(9) بِالْقِسْطِ: بالعدل.
  - وَلاَ تُخْسِرُواْ: لا تنقصوا.

(10) لِلْأَنَامِ: للناس، وقيل للخلق أجمع.

(11) الْأَكْمَامِ: الأغطية التي تكون على الطلع قبل ظهور الثمار، أي ليف النخل الَّذي تُكمّ فيه.

(12) ذُو الْعَصْفِ: ذو الورق فإذا يبس صار تبناً فتعصفه الريح.
    - وَالرَّيْحَانُ: النبات الطيب الرائحة أو الرزق.

(13) آلاَءِ رَبِّكُمَا: نعم ربِّكم.

(14) صَلْصَالٍ: طين يابس غير مطبوخ.
    - كَالْفَخَّارِ: طين طبخ بالنار كالآجر والخزف.

(15) مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ: من لهب النار الخالص من الدخان، أو من نار مختلط أحمر وأسود وأبيض.

(17) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ: مشرق الصيف ومشرق الشتاء وكذلك المغربين.

(19) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: أرسل البحر العذب والمالح.

(20) بَرْزَخٌ: حاجز.
    - لاَّ يَبْغِيانِ: لا يطغى ويختلط أحدهما بالآخر.

(22) اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ: اللؤلؤ كبار الدُّر والمرجان صغاره.

(24) الْجَوَارِ: السفن الجارية في البحر.
    - الْمُنْشَآتُ: المرفوعات الشراع أو المبتدءات للسير.
    - كَالْأَعْلاَمِ: كالجبال الشاهقة.

(26) فَانٍ: هالك ويخرجون من الوجود علی الأرض.

(27) ذُو الْجَلاَلِ: ذو العظمة والكبرياء.
    - وَالْإِكْرَامِ: بكرمه وفضله التام.

(29) هُوَ فِي شَأْنٍ: في أمر يظهره على وفق ما قدره من موت وإحياء وإعزاز وذل وعطاء ومنع.

(31) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ: سنقصد لحسابكم أيُّها الإنس والجن.

(33) لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ: لا تخرجون من الموت إلاَّ بقوة وقدرة من الله.

(35) شُوَاظٌ: اللهب الأخضر المنقطع من النَّار.

(37) فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ: تذوب كواكب السماء كما يذوب الدهن على النار ويصبح لون هذا السائل كحمرة الورد.

(41) فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَ الْأَقْدَامِ: فتأخذهم زبانية جهنم فتجمع مقدمة رؤوسهم بأقدامهم بالغلّ ثمَّ يسحبون إلی النَّار.

(44) وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ: ماء حار بلغ النهاية في شدة حره.

(46) خَافَ مَقامَ رَبِّهِ: خاف مقامه بين يديه.
    - جَنَّتَانِ: جنة عدن والنعيم أو بستانان داخل القصر وخارجه.

(48) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ: ذواتا أغصان أو أنواع من الثِّمار والأشجار.

(50) فِيهِمَا عَيْنانِ: عينان من الماء، أو إحداهما السلسبيل والأخری التَّسنيم.

(52) زَوْجَانِ: صنفان أو نوعان.

(54) إِسْتَبْرَقٍ: الديباج الغليظ أو الحرير السميك.
    - وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ: ثمر البستانين قريب من الإنسان.

(56) قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ: قصرن أبصارهن على أزواجهن، والطرف جفن العين.
    - لَمْ يَطْمِثْهُنَّ: لم يطأهن فهنَّ أبكار.

(60) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ: ليس جزاء من أحسن إليه في الدُّنيا إلاَّ أن يحسن إليه في الآخرة.

(64) مُدْهَامَّتَانِ: خضراوان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة.

(66) نضَّاخَتاَنِ‏: فوَّارتان بالماء وماؤهما لا ينقطع.

(70) فيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ: في الجنات الأربع نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه.

(72) مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ: حور مستورات في القباب أو في خيام الدّر والياقوت.

(76) رَفْرَفٍ: وسائد أو فرش مرتفعة.
    - وَعَبْقَرِيٍّ: بساط منقوش.

(78) تَبَارَكَ: تعالى وكثر خيره.
    - ذِي الْجَلاَلِ: ذي العظمة والكبرياء.
    - وَالْإِكْرَامِ: الفضل التام.

 

(13)- جاء في الكافي عن جابر بن عبد الله قال: لما قرأ رسول الله (ص) الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئاً، فقال رسول الله (ص): « الجنّ كانوا أحسن جواباً منكم لمَّا قرأت عليهم ﴿ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ قالوا: لا ولا بشي‏ء من آلاء ربنا نكذب [69]. وروي عن أبي عبد الله (ع) قال: « من قرأ سورة الرحمن ليلاً يقول عند كل ﴿ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبانِ ﴾ لا بشي‏ء من آلائك يا ربِّ أكذب، وكَّل الله به ملكاً إن قرأها في أوَّل الليل يحفظه حتى يصبح وإن قرأها حين يصبح وكَّل الله به ملكاً يحفظه حتى يمسي » [70].

(17)- جاء في الاحتجاج عن علي (ع) في حديث: « وأما قوله: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾ فإن مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصيف على حدة. أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ » [71].

(19و20)- جاء في الدر المنثور عن ابن عباس في قوله تعالی: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ﴾ قال: علي وفاطمة ﴿ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ﴾ قال النبي (ص): ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ قال: الحسن والحسين » [72].

(46)- جاء في الكافي عن أبي عبد الله (ع): في قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ قال: « من علم أنَّ الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربِّه ونهى النفس عن الهوى » [73].

(60)- جاء في تفسير العياشي عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: « آية في كتاب الله مسجلة. قلت: وما هي؟ قال: قول الله عزّ وجلّ: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ جرى في الكافر والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليس المكافأة أن يصنع كما صنع حتى يربى فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء » [74]. وفي مجمع البيان في قوله: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾: جاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله (ص) هذه الآية فقال: « هل تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنَّ ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة » [75].

(62)-  جاء في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن الرجل المؤمن تكون له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر؟ فقال: « يا أبا محمد إنَّ الله حكم عدل إذا كان هو أفضل منها خيره فإن اختارها كانت من أزواجه وإن كانت هي خيراً منه خيرها فإن اختارته كان زوجاً لها، قال: وقال أبو عبد الله (ع): لا تقولن الجنة واحدة إنَّ الله يقول ﴿ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ ولا تقولن درجة واحدة إنَّ الله يقول: دَرَجاتٍ بعضها فوق بعض إنَّما تفاضل القوم بالأعمال، قال: وقلت له: إنَّ المؤمِنَيْن يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكاناً من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه؟ قال: من كان فوقه فله أن يهبط ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد لأنَّه لا يبلغ ذلك المكان ولكنَّهم إذا أحبوا ذلك واشتهوه التقوا على الأسرة ».

وعن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: إن الناس يتعجبون منَّا إذا قلنا يخرج قوم من جهنم فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال: « يا علاء إنَّ الله يقول: ﴿ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ لا والله لا يكونون مع أولياء الله، قلت: كانوا كافرين؟ قال (ع): لا والله لو كانوا ما دخلوا الجنة، قلت: كانوا مؤمنين؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار ولكن بين ذلك » [76].

(70)- جاء في مجمع البيان في قوله: ﴿ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ أي: نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه، روته أم سلمة عن النبي (ص). وفي الفقيه قال الصادق (ع): « الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنَّ أجلُّ من الحور العين ». وفي روضة الكافي عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ  ﴾ قال: « هنَّ صوالح المؤمنات العارفات » [77].

(72)- جاء في مجمع البيان عن أنس عن النبي (ص) قال: « مررت ليلة أسري بي بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه: السلام عليك يا رسول الله. فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذنّ ربهن عزّ وجلّ أن يسلمن عليك فأذن لهن، فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج رجال كرام ثم قرأ (ص) ﴿ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [78].


[69] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 103، نقلاً عن الكافي.

[70] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 297.

[71] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 103، نقلاً عن الاحتجاج.

[72] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 103، نقلاً عن الدر المنثور.

[73] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 112، نقلاً عن الكافي.

[74] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 113، نقلاً عن تفسير العياشي.

[75] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 113، نقلاً عن مجمع البيان.

[76] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏9: 319، عن تفسير العياشي.

[77] الميزان في تفسير القرآن ‏19: 114، نقلاً عن المجمع والفقيه وروضة الكافي.

[78] مجمع البيان في تفسير القرآن ‏9: 320.


 

أسئلة للمسابقة القرآنية

 1- اذكر معاني الكلمات التالية: الْأَكْمامِ، صَلْصالٍ، بَرْزَخٌ.

 2- أيّ سورة وصفها النبي الأعظم (ص) بعروس القرآن؟

 3- ماذا يستحب من القول بعد قراءَة: ﴿ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾.

 4- ما معنی الثقلين في قوله تعالی: ﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ﴾.

 5- اذكر معاني الكلمات التالية: شُوَاظٌ، نَضَّاخَتَانِ‏، عَبْقَرِيٍّ.